حدثنا عنهم يا احد .....عدي بن خبيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.jpg.html] حدثنا عنهم يا احد .....عدي بن خبيب Fqih887h5few_t

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله....

قبل البداية...دعوة اقدمها للقاصى والدانى....لمن تابع هذه السلسلة المباركة ومن يزورها للمرة الاولى..

دعوة للمسلم ولغير المسلم....دعوة للطائع والعاصى...

اليوم موعد غير عادى...مع بطل غير عادى....

بطل نسيته اقلام المؤرخين...والسنة المحدثين..وقلوب الغافلين...ولكنه ابد الابدين مذكور باذن الله عند رب العالمين...ورسوله الامين...

هيا لنتعلم الاسلام..والفداء...والشجاعة فى الحق..والقوة فى الدين....

لعلى احسبها من اروع ماكتبت..وافضل ما ترجمت...واحسن ماجمعت ورتبت....

وانشدها عند الله ذكرى محفوظة..يجمعنى بها بصاحب هذه الترجمة..يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم...

استحضروا القلوب...وفرغوا العقول....واكرر...انزلوا الناس منازلهم....

اتدرون من الضيف الكريم....اتدرون من البطل الشجاع....اتدرون من صاحب الذكرى الخالدة...

أترون هذا الجثمان المصلوب..؟؟

انه ضيفنا اليوم، يا كلّ بني الانسان...!

هذا الجثمان المصلوب أمامكم هو الموضوع، وهو الدرس، وهو الاستاذ..

اسمه خبيب بن عديّ.

احفظوا هذا الاسم الجليل جيّدا.

واحفظوه وانشدوه، فانه شرف لكل انسان.. من كل دين، ومن كل مذهب، ومن كل جنس، وفي كل زمان..!!

انه من أوس المدينة وأنصارها.تردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ هاجر اليهم، وآمن بالله رب العالمين.كان عذب الروح، شفاف النفس، وثيق الايمان، حى الضمير رجل بمعنى الكلمة...

مثل اعلى لكل الشباب...فارس احلام لكل الفتيات....

كان كما وصفه حسّان بن ثابت:

صقرا توسّط في الأنصار منصبه

سمح الشجيّة محضا غير مؤتشب

موقف يوم بدر...(اساس قصته)...
*****************************
لما رفعت غزوة بدر أعلامها، كان هناك جنديا باسلا، ومقاتلا مقداما.وكان من بين المشركين الذين وقعوا في طريقه اثناء المعركة فصرعهم بسيفه الحارث بن عمرو بن نوفل.

وبعد انتهاء المعركة، وعودة البقايا المهزومة من قريش الى مكة عرف بنو الحارث مصرع أبيهم، وحفظوا جيدا بكل غل وحقد وثأر اسم المسلم الذي صرعه في المعركة: خبيب بن عديّ..!!

وعاد المسلمون من بدر الى المدينة، يثابرون على بناء مجتمعهم الجديد..وكان خبيب عابدا، وناسكا، يحمل بين جبينه طبيعة الناسكين، وشوق العابدين..
هناك أقبل على العبادة بروح عاشق.. يقوم الليل، ويصوم النهار، ويقدّس لله رب العالمين..

كان كما يكون وكما يحب كل رجل ان يكون....رجل فارس فى المعارك...خاشع الروح عند الفراغ...

عملية استطلاعية..بامر الرسول...
***********************************
ذات يوم أراد الرسول صلوات الله وسلامه عليه أن يعرف اخبار قريش واسرارها...فاختار من أصحابه عشرة رجال.. من بينهم خبيب وجعل أميرهم عاصم بن ثابت.

وانطلق الركب الى غايته حتى اذا بلغوا مكانا قبل مكة، عرف بخبرهم قوم من هذيل يقال لهم بنو حيّان فسارعوا اليهم بمائة رجل من أمهر رماتهم، وراحوا يتعقبونهم، ويقتفون آثارهم..

وكادوا يزيغون عنهم، لولا أن أبصر أحدهم بعض نوى التمر ساقطا على الرمال.. فتناول بعض هذا النوى وتأمله بما كان للعرب من فراسة عجيبة، ثم صاح في الذين معه:
" انه نوى يثرب، فلنتبعه حتى يدلنا عليهم"..

وساروا مع النوى الموجود على الأرض، حتى أبصروا على البعد ضالتهم التي ينشدون..

وأحس عاصم أمير العشرة أنهم يطاردون، فدعا أصحابه الى صعود قمة عالية على رأس جبل..واقترب الرماة المائة، وأحاطوا بهم عند سفح الجبل و وأحكموا حولهم الحصار..ودعوهم لتسليم أنفسهم بعد أن أعطوهم موثقا ألا ينالهم منهم سوء.

والتفت العشرة الى أميرهم عاصم بن ثابت الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين.

وانتظروا بما يأمر..

فاذا هو يقول:" أما أنا، فوالله لا أنزل في ذمّة مشرك..

اللهم أخبر عنا نبيك"..

تعلموا يا من تجعلون ذمام اموركم بيد شاب لا يحل لكى يتحكم فيكى... او مغنى نسير وراه كالقطيع...

عندئذ شرع الرماة يرمونهم بالنبال.. فأصيب أميرهم عاصم واستشهد، وأصيب معه سبعة واستشهدوا..ونادوا الباقين، أنّ لهم العهد والميثاق اذا هم نزلوا.

فنزل الثلاثة: خبيب بن عديّ وصاحباه..

واقترب الرماة من خبيب وصاحبه زيد بن الدّثنّة..ورأى زميلهم الثالث بداية الغدر، فقرر أن يموت حيث مات عاصم واخوانه..واستشهد حيث أراد..

وهكذا قضى ثمانية من أعظم المؤمنين ايمانا، وأبرّهم عهدا، وأوفاهم لله ولرسوله ذمّة..!!

ماساة الاسر..وكرامة الاولياء...
***************************

حاول خبيب وزيد أن يخلصا من وثاقهما، ولكنه كان شديد الاحكام.وقادهما الرماة البغاة الى مكة، حيث باعوهما لمشركيها..

ودوّى في الآذان اسم خبيب..

خبيب...خبيييييييب.....

اهااا..وهنا تذكّر بنوالحارث بن عامر قتيل بدر، تذكّروا ذلك الاسم جيّدا، وحرّك في صدورهم الأحقاد.

وسارعوا الى شرائه. ونافسهم على ذلك بغية الانتقام منه أكثر أهل مكة ممن فقدوا في معركة بدر آباءهم وزعماءهم.

وأخيرا تواصوا عليه جميعا وأخذوا يعدّون لمصير يشفي أحقادهم، ليس منه وحده، بل ومن جميع المسلمين..!!

وضع قوم أخرون أيديهم على صاحب خبيب زيد بن الدّثنّة وراحوا يصلونه هو الآخر عذابا..

وهنا أسلم خبيب قلبه، وأمره،ومصيره لله رب العالمين.

وأقبل على نسكه ثابت النفس، رابط الجأش، معه من سكينة الله التي انزلها عليه ما يذيب الصخر...

كان الله معه.. وكان هو مع الله..

كان الله معه.. وكان هو مع الله...

انت مع من....؟؟؟

كانت يد الله عليه، يكاد يجد برد أناملها في صدره..!

وانظر لهذا الموقف الربانى...والكرامة الالهية...

عندما دخلت عليه يوما احدى بنات الحارث الذي كان أسيرا في داره، فغادرت مكانه مسرعة الى الناس تناديهم لكي يبصروا عجبا..

" والله لقد رأيته يحمل قطفا كبيرا من عنب يأكل منه..
وانه لموثق في الحديد.. وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة..!!!!!!

ما أظنه الا رزقا رزقه الله خبيبا"..!!

اجل انها كرامات من ينصر اسم الله..فينصره الله...

نعم خير آتاه الله عبده الصالح، كما آتى من قبل مريم بنت عمران، يوم كانت:
( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا..
قال يا مريم أنّى لك هذا..
قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب)..

النهاية البطولية...والثبات على الحق...
************************************

وحمل المشركون الى خبيب نبأ مصرع زميله وأخيه زيد رضي الله عنه...ظانين أنهم بهذا يسحقون أعصابه، ويذيقونه ضعف الممات وما كانوا يعلمون أن الله الرحيم قد استضافه، وأنزل عليه سكينته ورحمته.

وراحوا يساومونه على ايمانه، ويلوحون له بالنجاة اذا ما هو كفر لمحمد، ومن قبل بربه الذي آمن به.. لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل..!!

أجل، كان ايمان خبيب كالشمس قوة، وبعدا، ونارا ونورا..

اللهم ارزقنا اليقين بك وفيك...وقوة الايمان....

كان يضيء كل من التمس منه الضوء، ويدفئ كل من التمس منه الدفء، أما الذي يقترب منه ويتحدّاه فانه يحرقه ويسحقه..

واذا يئسوا مما يرجون، قادوا البطل الى مصيره، وخرجوا به الى مكان يسمى التنعيم حيث يكون هناك مصرعه..

وما ان بلغوه حتى استأذنهم خبيب في أن يصلي ركعتين، وأذنوا له ظانين أنه قد يجري مع نفسه حديثا ينتهي باستسلامه واعلان الكفران بالله وبرسوله وبدينه..

وصلى خبيب ركعتين في خشوع وسلام واخبات...ويقال انه اول من استن ركعتين قبل الموت...

وتدفقت في روحه حلاوة الايمان، فودّ لو يظل يصلي، ويصلي ويصلي..

ولكنه التفت صوب قاتليه وقال لهم:

" والله لولا ان تحسبوا أن بي جزعا من الموت، لازددت صلاة"..!!

ايه القوة دى...؟؟؟؟...

حتى فى احلك الظروف...وامام قاتليه..قوى ..عزيز..فخور بدينه...ثابت بيقينه...

ثم شهر ذراعه نحو السماء وقال:

" اللهم احصهم عددا.. واقتلهم بددا"..

ثم تصفح وجوههم في عزم وراح ينشد:

ولست أبالي حين أقتل مسلما*** على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الاله وان يشأ*** يبارك على أوصال شلو ممزّع

ولعله لأول مرة في تاريخ العرب يصلبون رجلا ثم يقتلونه فوق الصليب..
ولقد أعدّوا من جذوع النخل صليبا كبيرا أثبتوا فوقه خبيبا.. وشدّوا فوق أطرافه وثاقه.. واحتشد المشركون في شماتة ظاهرة.. ووقف الرماة يشحذون رماحهم.

وجرت هذه الوحشية كلها في بطء مقصود امام البطل المصلوب..!!

لم يغمض عينيه، ولم تزل السكينة العجيبة المضيئة وجهه.
وبدأت الرماح تتطاير، والسيوف تنهش لحمه....وهنا اقترب منه أحد زعماء قريش وقال له:

" أتحب أن محمدا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك"..؟؟

وهنا انتفض خبيب كالاعصار وصاح، في قاتليه:

" والله ما أحبّ أني في اهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة"..

يا من اسات الى محمد فى كل موقف ومكان بداعى الفتنة...انظر ماذا فعل اصحاب محمد وهم بداعى القتل..
يا من خنت محمد...تعلم........وارجع...وتوب الى ربك....

نفس الكلمات العظيمة التي قالها صاحبه زيد وهم يهمّون بقتله..! نفس الكلمات الباهرة الصادعة التي قالها زيد بالأمس.. ويقولها خبيب اليوم.. مما جعل أبا سفيان، وكان لم يسلم بعد، يضرب كفا بكف ويقول مشدوها:

" والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا"..!!

يا الله...اين انت ياابا سفيان حتى ترى ماذا فعل الان...احباب محمد...واخوان محمد..كما قال عنهم صلى الله عليه وسلم..

كانت كلمات خبيب هذه ايذانا للرماح وللسيوف بأن تبلغ من جسد البطل غايتها، فتنهشه في جنون ووحشية..

وقريبا من المشهد كانت تحوم طيور وصقور. كأنها تنتظر فراغ الجزارين وانصرافهم حتى تقترب هي فتنال من الجثمان وجبة شهيّة..
ولكنها سرعان ما تنادت وتجمّعت، وكأنهم فى مناقشة وشورى...وفجأة طارت تشق الفضاء، وتمضي بعيدا.. بعيدا..وكأنها شمّت بحاستها وبغريزتها عبير رجل صالح أوّاب يفوح من الجثمان المصلوب، فخدلت أن تقترب منه أو تناله بسوء..!!

مضت جماعة الطير الى رحاب الفضاء متعففة منصفة....

حفظ الله فحفظه الله....عاش كريما عفيفا....فكرمه الله بالشهادة...وحتى بعد موته اكرمه.....

وعادت جماعة المشركين الى أوكارها الحاقدة وبقي الجثمان الشهيد تحرسه فرقة من القرشيين حملة الرماح والسيف..!!

وهنا كرامة اخرى.....

كان خبيب عندما رفعوه الى جذوع النخل التي صنعوا منها صليبا، قد وجه وجهه شطر السماء وابتهل الى ربه العظيم قائلا:

" اللهم انا قد بلّغنا رسالة رسولك فبلّغه الغداة ما يصنع بنا"..

واستجاب الله دعاءه.....
صدق الله فصدقه الله.....

فبينما الرسول في المدينة اذ غمره احساس وثيق بأن أصحابه في محنة..وتراءى له جثمان أحدهم معلقا..

ومن فوره دعا المقداد بن عمرو، والزبير بن العوّام..فركبا فرسيهما، ومضيا يقطعان الأرض وثبا.وجمعهما الله بالمكان المنشود، وأنزلا جثمان صاحبهما خبيب، حيث كانت بقعة طاهرة من الأرض في انتظاره لتضمّه تحت ثراها الرطيب.

ولا يعرف أحد حتى اليوم أين قبر خبيب.

ولعل ذلك أحرى به وأجدر، حتى يظل مكانه في ذاكرة التاريخ، وفي ضمير الحياة،

بطلا.. فوق الصليب..!!!

رحمك الله ياخبيب..والحقنا بك ..وبنبى رب العالمين..فى الجنة باذنه تعالى..انه ولى ذلك والقادر عليه...

دروس وخواطر مستفادة من خبيب بن عدى....
**********************************

-الاسراف فى التواضع فى غير موضعه...مذلة ومهانة...فتعلم الزهو بدينك امام المستهزئين...

-كلما اشتد قربك من الله ويقينك به..كلما حلت عليك الهدايا والنفحات...(كن لله كما يريد يكن لك فوق ماتريد)..

-تعلم ان تكون نعم المثال لدينك..او رسالتك....حتى فى عملك الخاص..

- التاريخ لن يسعى اليه...ولكن هو من يسعى الى الناس...فلا يهمك اين تسكن..او اين تدفن...ولكن اجعل همك...على اى شىء تموت..ومع من ستبعث..

واخيرا...( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا..
قال يا مريم أنّى لك هذا..
قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب)..

فاطمئن....

دمتم فى طاعة....
بقلم استاذ محمد طه

رحمك الله
ياخبيب..والحقنا بك ..وبنبى رب العالمين..فى الجنة باذنه تعالى..انه ولى
ذلك والقادر عليه...
اللهم امييييييييييييييييييين
جزاكىالله كل خير اختى على نقلك للصحابى الجليل
وربنا يكرم استاذ محمد ويجزيه خير الجزاء
وجعل كل اعماله فى ميزان حسناته

هدير ...خبيب ابن عدى
Smile

ربنا يجازيك خير غاليتى وجزى ا/محمد عنا خيرا
ويجمعنا بسيدنا خبيب فى جنته
يااااااااااااااااااااااااااااااااارب امين

» حدثنا عنهم يا احد
» حدثنا عنهم يا احد...المقداد بن عمرو
» حدثنا عنهم يا احد...ايد بن الحضير
» حدثنا عنهم يا احد .........عبدالله بن عمرو بن حرام
» ألقاب الصحابة رضي الله عنهم