لبيك ربى عضو نشيط
الدولة : الحال : يــارب إرضى عنى وإرضينى عدد المساهمات : 201 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 15/11/2009 شيخك المفضل : ............... نقاط : 269 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: مين اللى هايكسب السبت 5 ديسمبر - 8:19 | |
| | |
|
لبيك ربى عضو نشيط
الدولة : الحال : يــارب إرضى عنى وإرضينى عدد المساهمات : 201 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 15/11/2009 شيخك المفضل : ............... نقاط : 269 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: مين اللى هايكسب السبت 5 ديسمبر - 8:22 | |
| الفصل السابع
ادعاء حق التشريع والتحليل والتحريم تشريع الأحكام التي يسير عليها العباد في عباداتهم ومعاملاتهم وسائر شئونهم ، والتي تفصل النزاع بينهم وتُنهي الخصومات حق لله تعالى رب الناس ، وخالق الخلق : أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ .
وهو الذي يعلم ما يصلح عباده ، فيشرعه لهم ، فبحكم ربوبيته لهم يشرِّعُ لهم ، وبحكم عبوديتهم له يتقبلون أحكامه ، والمصلحةُ في ذلك عائدة إليهم ، قال تعالى : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا .
وقال تعالى : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي .
واستنكر سبحانه أن يتخذَ العباد مُشرِّعًا غيره فقال : أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ .
فمن قبل تشريعًا غير تشريع الله ؛ فقد أشرك بالله تعالى ، وما لم يشرعه الله ورسوله من العبادات فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية : من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد وما لم يشرعه الله ولا رسوله في السياسة والحكم بين الناس فهو حكم الطاغوت ، وحكم الجاهلية : أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ .
وكذلك التحليل والتحريم حق لله تعالى ، لا يجوز لأحدٍ أن يُشاركه فيه ، قال تعالى : وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ .
فجعل سبحانه طاعة الشياطين وأوليائهم في تحليل ما حرّم الله شركًا به سبحانه ، وكذلك من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله ، أو تحليل ما حرم الله ، فقد اتخذهم أربابًا من دون الله ؛ لقول الله تعالى : اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ .
وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية على عَديّ بن حاتم الطائي - رضي الله عنه - فقال : يا رسول الله ، لسنا نعبُدُهم ، قال - صلى الله عليه وسلم - : أليسَ يُحلّون لكم ما حرَّم الله فتُحلّونه ، ويحرمون ما أحلّ الله فتحرمونه ؟ ! قال : بلى ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : فتلكَ عبادتُهم .
فصارت طاعتُهم في التحليل والتحريم من دون الله عبادة لهم وشركًا ، وهو شركٌ أكبرُ يُنافي التوحيد الذي هو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله ، فإنّ مِنْ مدلولها : أنَّ التحليل والتحريم حقٌّ لله تعالى ، وإذا كان هذا فيمن أطاع العلماء والعُبَّاد في التحليل والتحريم الذي يخالف شرع الله وهو يعلم هذه المخالفة ، مع أنهم أقرب إلى العلم والدين ، وقد يكونُ خطؤهم عن اجتهاد لم يصيبوا فيه الحق ، وهم مأجورون عليه ، فكيفَ بمن يُطيعُ أحكام القوانين الوضعية التي هي من صنع الكفار والملحدين ، يجلبها إلى بلاد المسلمين ، ويحكم بها بينهم ؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله .
إنَّ هذا قد اتخذ الكفار أربابًا من دون الله ، يُشرِّعونَ له الأحكام ، ويبيحونَ له الحرام ، ويحكمون بين الأنام الفصل الثامن
حكم الانتماء إلى المذاهب الإلحادية والأحزاب الجاهلية 1 - الانتماء إلى المذاهب الإلحادية كالشيوعية ، والعلمانية ، والرأسمالية ، وغيرها من مذاهب الكفر ردّة عن دين الإسلام ، فإنْ كانَ المنتمي إلى تلك المذاهب يدّعي الإسلام ، فهذا من النفاق الأكبر ، فإن المنافقين ينتمون إلى الإسلام في الظاهر ، وهم مع الكفار في الباطن ، كما قال تعالى فيهم : وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ .
وقال تعالى : الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
فهؤلاء المنافقون المخادعون ؛ لكل منهم وجهان : وجهٌ يلقى به المؤمنين ، ووجه ينقلب به إلى إخوانه من الملحدين ، وله لسانان : أحدُهما يقبله بظاهره المسلمون ، والآخر يُترجم عن سِرّه المكنون : وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ .
قد أعرضوا عن الكتاب والسنة ؛ استهزاءً بأهلهما واستحقارًا ، وأبوا أن ينقادوا لحكم الوحيين ، فرحًا بما عندهم من العلم الذي لا ينفع الاستكثار منه إلا أشرًا واستكبارًا ، فتراهم أبدًا بالمتمسكين بصريح الوحي يستهزئون : اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ .
وقد أمرَ الله بالانتماء إلى المؤمنين : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .
وهذه المذاهب الإلحادية مذاهبُ متناحرة ؛ لأنها مؤسسة على الباطل ، فالشيوعية تنكر وجود الخالق - سبحانه وتعالى - وتحارب الأديان السماوية ، ومن يرضى لعقله أن يعيش بلا عقيدة ، وينكر البدهيات العقلية اليقينية ؛ فيكون مُلغيًا لعقله ، والعلمانية تنكر الأديان ، وتعتمدُ على المادية التي لا موجِّه لها ، ولا غاية لها في هذه الحياة إلا الحياة البهيمية ! والرأسماليةُ همها جمع المال من أي وجه ولا تتقيد بحلال ولا حرام ، ولا عطف ولا شفقة على الفقراء والمساكين ، وقوام اقتصادها على الرِّبا الذي هو محاربة لله ولرسوله ؛ والذي هو دمارُ الدول والأفراد ، وامتصاصُ دماء الشعوب الفقيرة ، وأي عاقل - فضلًا عمن فيه ذرة من إيمان - يرضى أن يعيش على هذه المذاهب ، بلا عقل ولا دين ، ولا غاية صحيحة من حياته يهدف إليها ، ويُناضل من أجلها ، وإنما غزت هذه المذاهبُ بلاد المسلمين لمَّا غاب عن أكثريتها الدين الصحيح ، وتربت على الضياع وعاشت على التبعية .
2 - والانتماء للأحزاب الجاهلية ، والقوميات العنصرية ، هو الآخر كُفرٌ وردَّة عن دين الإسلام ؛ لأنَّ الإسلام يرفُضُ العصبيات ، والنعرات الجاهلية ، يقول تعالى : يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من غضب لعصبية .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية ، وفخرها بالآباء ، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي ، الناس بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى .
وهذه الحزبيات تفرق المسلمين ، والله قد أمر بالاجتماع والتعاون على البر والتقوى ، ونهى عن التفرق والاختلاف ، وقال تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
إن الله سبحانه يريد منا أن نكون مع حزب واحد ، هُم حزبُ الله المفلحون ؛ ولكن العالم الإسلامي أصبح بعدما غزته أوروبا سياسيًّا ، وثقافيًّا يخضع لهذه العصبيات الدموية ، والجنسية والوطنية ، ويؤمن بها كقضية علمية وحقيقية مقررة ، وواقع لا مفرَّ منه ، وأصبحت شعوبه تندفع اندفاعًا غريبًا إلى إحياء هذه العصبيات التي أماتها الإسلام ، والتغني بها وإحياء شعائرها ، والافتخار بعهدها الذي تقدم على الإسلام ، وهو الذي يُلحُّ الإسلام على تسميته بالجاهلية ، وقد مَنَّ الله على المسلمين بالخروج عنها ، وحثهم على شكر هذه النعمة .
والطبيعي من المؤمن أن لا يذكر جاهليةً - تقادمَ عهدُها أو قارب - إلا بمقت وكراهية وامتعاض واقشعرار ، وهل يذكر السجين المعذب الذي يطلق سراحه أيام اعتقاله وتعذيبه وامتهانه ؛ إلا وَعرتهُ قشعريرة ؟ وهل يذكُرُ البريء من عِلَّة شديدة طويلة أشرَفَ منها على الموت أيامَ سُقمه ، إلا وانكسف بالُهُ وانتقع لونه ؟ والواجبُ أن يُعلمَ أنَّ هذه الحزبيات عذاب بعثه الله على من أعرض عن شرعه ، وتنكر لدينه ، كما قال تعالى : قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم .
إنَّ التعصب للحزبيات يسبب رفض الحق الذي مع الآخرين ، كحال اليهود الذين قال الله فيهم : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ .
وكحال أهل الجاهلية ، الذين رفضوا الحق الذي جاءهم به الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعصبًا لما عليه آباؤهم : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا .
ويريد أصحاب هذه الحزبيات أن يجعلوها بديلة عن الإسلام الذي مَنَّ الله به على البشرية . الفصل التاسع
النظرية المادية للحياة ومفاسد هذه النظرية هناك نظرتان للحياة : نظرة مادّيّة للحياة ، ونظرة صحيحة ، ولكل من النظرتين آثارها :
أ - فالنظرة الماديّة للحياة معناها : أن يكون تفكير الإنسان مقصورًا على تحصيل ملذاته العاجلة ، ويكون عمله محصورًا في نطاق ذلك ، فلا يتجاوز تفكيره ما وراء ذلك من العواقب ، ولا يعمل له ، ولا يهتم بشأنه ، ولا يعلم أن الله جعل هذه الحياة الدنيا مزرعة للآخرة ، فجعل الدُّنيا دارَ عمل ، وجعل الآخرة دار جزاء ، فمن استغل دنياه بالعمل الصالح ربحَ الدارين ، ومن ضيّع دنياه ضاعت آخرته : خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ .
فالله لم يخلق هذه الدنيا عبثًا بل خلقها لحكمة عظيمة ، قال تعالى : الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا .
وقال تعالى : إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا .
أوجد سبحانه في هذه الحياة من المتع العاجلة ، والزينة الظاهرة من الأموال والأولاد ، والجاه والسلطان ، وسائر المستلذات ما لا يعلمه إلا الله .
فمن الناس - وهم الأكثر - من قَصَر نظرهُ على ظاهرها ومفاتنها ، ومتَّع نفسَهُ بها ، ولم يتأمل في سرها ، فانشغل بتحصيلها وجمعها والتمتع بها عن العمل لما بعدها ؛ بل ربما أنكر أن يكون هناك حياة غيرها ، كما قال تعالى : وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ .
وقد توعد الله تعالى مَنْ هذه نظرتُهُ للحياة ؛ فقال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ .
وقال تعالى : مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
وهذا الوعيد يشمل أصحابَ هذه النظرة ؛ سواء كانوا من الذين يعملون عمل الآخرة ؛ يريدون به الحياة الدنيا ، كالمنافقين والمرائين بأعمالهم ، أو كانوا من الكُفَّارِ الذين لا يؤمنون ببعث ولا حساب ، كحال أهل الجاهلية والمذاهب الهدامة من رأسمالية وشيوعية ، وعلمانية إلحادية ، وأولئك لم يعرفوا قدرَ الحياة ، ولا تعدو نظرتهم لها أن تكون كنظرة البهائم ، بل هم أضل سبيلًا ؛ لأنهم ألغَوا عقولهم ، وسخروا طاقاتهم ، وضيعوا أوقاتهم فيما لا يبقى لهم ، ولا يبقون له ، ولم يعملوا لمصيرهم الذي ينتظرهم ولا بُدَّ لهم منه .
والبهائم ليس لها مصيرٌ ينتظرها ، وليس لها عقول تفكر بها ، بخلاف أولئك ، ولهذا يقول تعالى فيها : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا .
وقد وصف الله أهل هذه النظرة بعدم العلم ، قال تعالى : وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ .
فهم وإن كانوا أهل خبرة في المخترعات والصناعات ؛ فهم جُهَّالٌ لا يستحقون أن يُوصَفوا بالعلم ؛ لأن علمهم لم يتجاوز ظاهر الحياة الدنيا ، وهذا علم ناقص لا يستحق أصحابه أن يطلق عليهم هذا الوصف الشريف ، فيقال : العلماء ، وإنما يطلق هذا على أهل معرفة الله وخشيته ، كما قال تعالى : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ .
ومن النظرة المادية للحياة الدنيا : ما ذكره الله في قصة قارون ، وما آتاه الله من الكنوز : فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ .
فتمنَّوا مثله وغبطوه ، ووصفوه بالحظ العظيم بناءً على نظرتهم المادية ، وهذا كما هو الحال الآن في الدول الكافرة ، وما عندها من تقدّم صناعي واقتصادي ، فإنَّ ضعافَ الإيمان من المسلمين ينظرون إليهم نظرة إعجاب دون نظر إلى ما هم عليه من الكفر ، وما ينتظرهم من سوء المصير ، فتبعثهم هذه النظرة الخاطئة إلى تعظيم الكفار واحترامهم في نفوسهم ، والتشبه بهم في أخلاقهم وعاداتهم السيئة ، ولم يقلدوهم في الجد وإعداد القوة والشيء النافع من المخترعات والصناعات ، كما قال تعالى : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ .
ب - النظرة الثانية للحياة : النظرة الصحيحة وهي : أن يعتبر الإنسان ما في هذه الحياة من مال وسلطان وقوى مادية وسيلةً يُستعان بها لعمل الآخرة .
فالدنيا في الحقيقة لا تُذمُّ لذاتها ، وإنما يتوجه المدح والذّمّ إلى فعل العبد فيها ، فهي قنطرة ومعبر للآخرة ، ومنها زادُ الجنة ، وخيرُ عيش ينالُه أهل الجنة إنَّما حصل لهم بما زرعوه في الدنيا .
فهي دار الجهاد ، والصلاة والصيام ، والإنفاق في سبيل الله ، ومضمار التسابق إلى الخيرات .
يقول الله تعالى لأهل الجنة : كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ يعني : الدنيا .
الفصل العاشر
في الرقى والتمائم
أ - الرقى : جمع رُقية ، وهي : العُوذَةُ التي يُرقى بها صاحبُ الآفة كالحمَّى والصَّرع ، وغير ذلك من الآفات ، ويُسمونها العزائم ، وهي على نوعين : النوع الأول : ما كان خاليًا من الشِّرك ، بأن يُقرأ على المريض شيء من القرآن ، أو يُعَوَّذ بأسماء الله وصفاته ؛ فهذا مُباح ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رَقى وأمر بالرُّقية وأجازها ، فعن عوف بن مالك قال : كنا نرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله ، كيف ترى في ذلك ؟ فقال : أعرِضوا عليَّ رُقاكُم ، لا بأسَ بالرقى ما لم تكن شركًا . قال السيوطي : وقد أجمعَ العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط : أن تكون بكلام الله ، أو بأسماء الله وصفاته ، وأن تكون باللسان العربي ، وما يُعرفُ معناه ، وأن يُعتقَدَ أن الرقية لا تؤثر بذاتها ؛ بل بتقدير الله تعالى وكيفيتها : أن يُقرأ وينفثَ على المريض ، أو يقرأ في ماءٍ ويُسقاهُ المريض ، كما جاء في حديث ثابت بن قيس : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ تُرابًا من بُطحان ، فجعله في قدحٍ ، ثم نفثَ عليه بماءٍ وصبَّه عليه النوع الثاني : ما لم يخلُ من الشّرك : وهي الرقى التي يُستعانُ فيها بغير الله ، من دعاء غير الله والاستغاثة والاستعاذة به ، كالرقى بأسماء الجن ، أو بأسماء الملائكة والأنبياء والصالحين ؛ فهذا دعاء لغير الله ، وهُوَ شركٌ أكبر . أو يكون بغير اللسان العربي ، أو بما لا يُعرف معناه ؛ لأنه يُخشى أن يدخلها كفر أو شرك ولا يُعلمُ عنه ؛ فهذا النوع من الرقية ممنوع . 2- التمائم : وهي جمع تميمة ، وهي : ما يعلق بأعناق الصبيان لدفع العين ، وقد يعلق على الكبار من الرجال والنساء ، وهو على نوعين : النوع الأول من التمائم : ما كان من القرآن ؛ بأن يكتب آيات من القرآن ، أو من أسماء الله وصفاته ، ويعلقها للاستشفاء بها ؛ فهذا النوع قد اختلف فيه العلماءُ في حكم تعليقه على قولين : القول الأول : الجوازُ ، وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص ، وهو ظاهرُ ما رُوي عن عائشة ، وبه قال أبو جعفر الباقر ، وأحمد بن حنبل في رواية عنه ، وحملوا الحديث الوارد في المنع من تعليق التمائم على التمائم التي فيها شرك . القول الثاني : المنع من ذلك ، وهو قول ابن مسعود وابن عباس ، وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر ، وابن عكيم ، وبه قال جماعة من التابعين منهم : أصحابُ ابن مسعود ، وأحمد في رواية اختارها كثير من أصحابه ، وجزم بها المتأخرون ، واحتجوا بما رواهُ ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الرقى والتمائم والتولة شرك . والتولة : شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها ، والرجل إلى امرأته . وهذا هو الصحيح ؛ لوجوه ثلاثة : الأول : عموم النهي ، ولا مخصص للعموم . الثاني : سدّ الذريعة ؛ فإنَّها تفضي إلى تعليق ما ليس مباحًا . الثالث : أنه إذا علق شيئًا من القرآن ، فقد يمتهنه المعلِّق بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك . النوع الثاني من التمائم التي تعلق على الأشخاص : ما كان من غير القرآن ، كالخرز والعظام والودع والخيوط والنعال والمسامير ، وأسماء الشياطين والجن والطلاسم ، فهذا محرّم قطعًا ، وهو من الشرك ؛ لأنه تعلق على غير الله سبحانه وأسمائه وصفاته وآياته ، وفي الحديث : من تعلّق شيئًا وُكّل إليه أي : وكّله الله إلى ذلك الشيء الذي تعلَّقه ، فمن تعلّق بالله ، والتجأ إليه ، وفوّض أمره إليه كفاه ، وقرّب إليه كل بعيد ، ويسّر له كلّ عسير . ومن تعلّق بغيره من المخلوقين والتمائم والأدوية والقبور وكله الله إلى ذلك الذي لا يغني عنه شيئًا ، ولا يملك له ضرًّا ولا نفعًا ، فخسر عقيدته وانقطعت صلته بربه وخذله الله . والواجب على المسلم : المحافظة على عقيدته مما يُفسدها أو يُخلّ بها ، فلا يتعاطى ما لا يجوز من الأدوية ، ولا يذهب إلى المخرفين والمشعوذين ليتعالج عندهم من الأمراض ؛ لأنهم يُمرضون قلبه وعقيدته ، ومن توكّل على الله كفاه . وبعض الناس يعلّق هذه الأشياء على نفسه ، وهو ليس فيه مرض حسّي ، وإنما فيه مرض وهمي ، وهو الخوف من العين والحسد ، أو يعلقها على سيارته أو دابّته أو باب بيته أو دكانه . وهذا كله من ضعف العقيدة ، وضعف توكله على الله ، وإنَّ ضعف العقيدة هو المرض الحقيقي الذي يَجبُ علاجه بمعرفة التوحيد والعقيدة الصحيحة . الفصل الحادي عشر
في بيان حكم الحلف بغير الله
والتوسل والاستغاثة والاستعانة بالمخلوق أ - الحلف بغير الله : الحلف : هو اليمين ، وهي : توكيد الحكم بذكر مُعَظَّم على وجه الخصوص . والتعظيم : حق لله تعالى ، فلا يجوز الحلف بغيره ، فقد أجمع العلماء على أن اليمين لا تكون إلا بالله ، أو بأسمائه وصفاته ، وأجمعوا على المنع من الحلف بغيره والحلف بغير الله شرك ؛ لما روى ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك وهو شرك أصغر ، إلا إذا كان المحلوف به معظَّمًا عند الحالف إلى درجة عبادته له فهذا شرك أكبر ، كما هو الحال اليومَ عند عُبَّاد القبور ، فإنَّهم يخافون مَنْ يعظمون من أصحاب القبور ، أكثر من خوفهم من الله وتعظيمه ، بحيث إذا طُلب من أحدهم أن يحلف بالولي الذي يعظمه لم يحلف به إلا إذا كان صادقًا ، وإذا طلب منه أن يحلف بالله حلف به وإن كان كاذبًا . فالحلف تعظيم للمحلوف به لا يليق إلا بالله ، ويجب توقير اليمين ؛ فلا يكثر منها ، قال تعالى : وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . وقال تعالى : وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ . أي : لا تحلفوا إلا عند الحاجة ، وفي حالة الصدق والبر ؛ لأن كثرة الحلف أو الكذب فيها يدلان على الاستخفاف بالله ، وعدم التعظيم له ، وهذا ينافي كمال التوحيد ، وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ثلاثةٌ لا يُكلّمهم الله ، ولا يُزكّيهم ، ولهم عذاب أليم وجاء فيه : ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ، ولا يبيع إلا بيمينه . فقد شدَّد الوعيد على كثرة الحلف ، مما يدلّ على تحريمه احترامًا لاسم الله تعالى ، وتعظيمًا له سبحانه . وكذلك يحرم الحلفُ بالله كاذبًا وهي : اليمين الغَموسُ وقد وصفَ الله المنافقين بأنهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون . فتلخص من ذلك : 1- تحريم الحلف بغير الله تعالى ، كالحلف بالأمانة أو الكعبة أو النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن ذلك شرك . 2- تحريم الحلف بالله كاذبًا متعمّدًا ، وهي الغموس . 3- تحريم كثرة الحلف بالله - ولو كان صادقًا - إذا لم تدعُ إليه حاجة ؛ لأنَّ هذا استخفاف بالله سبحانه . 4- جواز الحلفِ بالله إذا كان صادقًا ، وعند الحاجة .ب- التوسل بالمخلوق إلى الله تعالى : التّوسّل : هو التقرب إلى الشيء والتوصل إليه ، والوسيلة : القربة ، قال الله تعالى : وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ .
أي القربة إليه سبحانه بطاعته ، واتباع مرضاته . والتوسل قسمان : القسم الأول : توسل مشروع ، وهو أنواع :
1 - النوع الأول : التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته كما أمرَ الله تعالى بذلك في قوله : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
2 - النوع الثاني : التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة التي قام بها المتوسل ، كما قال تعالى عن أهل الإيمان : رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ .
وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ، فسدت عليهم باب الغار ، فلم يستطيعوا الخروج ، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم ؛ ففرج الله عنهم فخرجوا يمشون .
3 - النوع الثالث : التوسل إلى الله تعالى بتوحيده ، كما توسل يونس عليه السلام : فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ .
4 - النوع الرابع : التّوسُّلُ إلى الله تعالى بإظهار الضَّعف والحاجة والافتقار إلى الله ، كما قال أيوب عليه السلام : أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .
5 - النوع الخامس : التوسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء ، كما كان الصحابة إذا أجدبوا طلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله لهم ، ولما تُوفي صاروا يطلبون من عمه العباس - رضي الله عنه - فيدعو لهم .
6 - النوع السادس : التّوسُّلُ إلى الله بالاعتراف بالذنب : قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِيالقسم الثاني : توسل غير مشروع : وهو التوسل بما عدا الأنواع المذكورة في التوسل المشروع ، كالتوسل بطلب الدعاء والشفاعة من الأموات ، والتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - والتوسل بذات المخلوقين أو حقهم ، وتفصيل ذلك كما يلي :
1 - طلب الدعاء من الأموات لا يجوز :
لأن الميت لا يقدر على الدعاء ، كما كان يقدر عليه في الحياة ، وطلب الشفاعة من الأموات لا يجوز ؛ لأن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - ومن بحضرتهما من الصحابة والتابعين لهم بإحسان لمَّا أجدبوا استسقوا وتوسَّلوا واستشفعوا بمن كان حيًّا ، كالعباس وكيزيد بن الأسود ، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لا عند قبره ولا عند غيره ، بل عدلوا إلى البدل كالعباس وكيزيد ، وقد قال عمر : ( اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنَّا نتوسل بعمّ نبيّنا فاسْقِنا ) فجعلوا هذا بدلًا من ذلك ، لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه .
وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به يعني : لو كان جائزًا . فتركُهم لذلك دليلٌ على عدم جواز التوسل بالأموات ، لا لطلب الدعاء والشفاعة منهم وهم أموات ، فلو كان طلب الدعاء منه والاستشفاع به حيًّا وميّتًا سواء لم يعدلوا عنه إلى غيره ممن هو دونه .
2 - والتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بجاه غيره لا يجوز :
والحديث الذي فيه : إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم حديث مكذوب ، ليس في شيء من كتب المسلمين التي يُعتمد عليها ، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث وما دامَ لا يصح فيه دليل ، فهو لا يجوزُ ؛ لأن العبادات لا تثبت إلا بدليل صريح .
3 - والتوسل بذوات المخلوقين لا يجوز :
لأنه إن كانت الباء للقسم ، فهو إقسام به على الله تعالى ، وإذا كان الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز ، وهو شرك كما في الحديث ؛ فكيف بالإقسام بالمخلوق على الخالق جل وعلا ؟ !
وإن كانت الباء للسببية فالله سبحانه لم يجعل السؤال بالمخلوق سببًا للإجابة ، ولم يشرعه لعباده .
4 - والتوسل بحق المخلوق لا يجوز لأمرين :
الأول : أن الله سبحانه لا يجب عليه حقّ لأحد ، وإنَّما هو الذي يتفضّل سبحانه على المخلوق بذلك ، كما قال تعالى : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ .
فكون المطيع يستحق الجزاء ، هو استحقاق فضل وإنعام ، وليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق .
الثاني : أن هذا الحق الذي تفضل الله به على عبده هو حقٌّ خاص به ، لا علاقة لغيره به ، فإذا توسل به غير مستحقه كان متوسلًا بأمر أجنبي ، لا علاقة له به ، وهذا لا يجديه شيئًا .
وأما الحديث الذي فيه : أسألك بحق السائلين فهو حديث لم يثبت ؛ لأن في إسناده عطية العوفي ، وهو ضعيف مجمع على ضعفه ، كما قال بعض المحدثين ، وما كان كذلك فإنه لا يُحتج به في هذه المسألة المهمة من أمور العقيدة ، ثم إنه ليس فيه توسل بحقّ شخص معيّن ، وإنما فيه التوسل بحق السائلين عمومًا ، وحق السائلين الإجابة كما وعدهم الله بذلك .
وهو حق أوجبه على نفسه لهم ، لم يوجبه عليه أحد ، فهو توسل إليه بوعده الصادق لا بحق المخلوق .ج - حكم الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق : الاستعانة : طلب العون والمؤازرة في الأمر .
والاستغاثة : طلب الغوث ، وهو إزالة الشدة .
فالاستغاثة والاستعانة بالمخلوق على نوعين :
النوع الأول : الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه ، وهذا جائز ، قال تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى .
وقال تعالى في قصة موسى عليه السلام : فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .
وكما يستغيث الرجل بأصحابه في الحرب وغيرها ، مما يقدر عليه المخلوق . النوع الثاني : الاستغاثة والاستعانة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله ، كالاستغاثة والاستعانة بالأموات ، والاستغاثة بالأحياء ، والاستعانة بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء المرضى ، وتفريج الكُرُبات ودفع الضر ، فهذا النوع غير جائز ، وهو شرك أكبر ، وقد كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - منافق يؤذي المؤمنين ، فقالَ بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا المنافق ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنه لا يُستغاثُ بي ، وإنما يستغاث بالله وكره - صلى الله عليه وسلم - أن يُستعمل هذا اللفظ في حقّه ، وإن كان مما يقدر عليه في حياته ؛ حمايةً لجناب التوحيد وسدًّا لذرائع الشرك ، وأدبًا وتواضعًا لربه ، وتحذيرًا للأمة من وسائل الشرك في الأقوال والأفعال ؛ فإذا كان هذا فيما يقدر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته ، فكيف يُستغاثُ به بعد مماته ، ويُطلبُ منه أمور لا يقدر عليها إلا الله وإذا كان هذا لا يجوز في حقّه - صلى الله عليه وسلم - فغيره من باب أولى . | |
|
لبيك ربى عضو نشيط
الدولة : الحال : يــارب إرضى عنى وإرضينى عدد المساهمات : 201 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 15/11/2009 شيخك المفضل : ............... نقاط : 269 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: مين اللى هايكسب السبت 5 ديسمبر - 8:29 | |
| السؤااااااااااال
ما هى أنواع التوسل مع ذكر الدليل من القرآن ؟
| |
|
نونة عضو مشارك
الدولة : الاقامة : بغداد العمل/الترفيه : في البيت/المطالعة.....النت الحال : لاحول ولاقوة الابالله عدد المساهمات : 83 تاريخ التسجيل : 31/12/2009 شيخك المفضل : عمرو خالد نقاط : 92 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: مين اللى هايكسب الثلاثاء 5 يناير - 3:16 | |
| السلام عليكم طول عمرك ياشاهي متميزة تسلمي على الموضوع ده وانا حكون من الفريق الاحمر وصلوا لفين؟؟؟؟؟؟؟؟؟ | |
|