قال تعالى وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس باى ارض تموت حقيقة غاية فى الاعجاز والفصاحة والعلم بالقضاء والقدر فلم يعلمها غير الله جل شانه وتعاظمت اسماؤه فلقد روى ان ملك الموت كان يرى فى الاونة السابقة وفى مجلس للعلم كان يضم سيدنا سليمان مع اتباعه جاء ملك الموت وصار يلف ويدور حول احد الجالسين وفى النهاية مشى لكن الرجل قد استغرب ممما فعل ملك الموت ولم يكن يعرفه انذاك فسال الرجل سيدنا سليمان ان يسخر له الريح ليرسله الى بلاده بالهند وبالفعل ارسله الى الهند حينذاك فسال اتباع سيدنا سليمان مستفسرين عما حدث من ملك الموت رد عليهم سيدنا سليمان ان الله سبحانه وتعالى قد وكل ملك الموت بقبض روح ذلك الرجل فى الهند فى وقت معين ولما راه يجلس بيننا استغرب ملك الموت وحين وصل الرجل الى الهند قد وجد ملك الموت فى الوقت المحدد وقبض روحه سبحانك ربى لا على لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم فلكل منا وقت محدد لا يستطيع احد ان ينقصه او يزيده لن يحين القدر الا وقد استنفذ العبد كل ما له فى الدنيا من طعام ونفس وكل شىء هذه هى اللحظة الحاسمه وبعدها يا ايتها النفس المطمانه ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى او والعياذ بالله يا ايتها النفس الخبيثه اعاذكم الله جميعا من ان نكون من الاخيرة ما هى الا نفس ذاهبة فيا حسراتا على ما فرطنا فى جنب الله نلهث وراء دنيا فانية ولا نعد العدة للاخرة والى لقاء الله عز وجل اللهم ارزقنا النظر الى وجهك الكريم وارزقنا الفردوس الاعلى بحق جاهك ومقدارك الكريم سؤل الحسن البصرى عن سر زهده فى الدنيا فاجاب علمت ان رزقى لن ياخذه غيرى فاطمان قلبى وعلمت ان عملى لا يقوم به غيرى فأشتغلت به وعلمت أن الله مطلع على فأستحييت ان اقابله على معصية وعلمت ان الموت ينتظنى فاعددت الزاد للقاء الله ماذا بعد هذه الكلمات الجميله ممن الحسن البصرى الذى لخص كل شىء ولم يدع لنا مجالا للسؤال عن شىء بالله عليكم ماذا تنتظرون بماذا تفكرون والى اى شىء تطلعون وتتهافتون دنيا زائلة ولن يبقى لنا الا العمل الصالح يرافق الميت ثلاثة يذهب اثنان ويبقى واحد يذهب اولاده وماله ويبقى عمله فيا رب لا تضيعنا واكرم نزلنا واجعل قبورنا روضة من رياض الجنة وارزقنا الفردوس الاعلى واسقنا من حوض النبى شربة ماء لا نظما بعدها ابدا ويارب اكرمنا ولا تهنا ولله الامر واليه الملتقى