الاخوة الاعزاء
نتناول سويا موضوعا غاية فى الاهمية وهو موضوع الاعمال ووجوب شرطان لها لكى تكون صالحة
أولا :. أن يقصد صاحبه أى صاحب الاعمال به وجه الله عز وجل
ثانيا :. أن يكون موافقا لما شرعه الله تعالى فى كتابه أو بينه رسوله فى سنته
فاذا اختل واحد من هذين الشرطين لم يكن العمل صالحا ولا مقبولا
هذا كلام واضح جدا ومفهوم ولابد أن نعيه ونطبقه حتى لا تذهب أعمالنا هباءآ منثورا
فهناك من يعمل عملا يريد به وجه الله ولكنه مخالف لما شرعه الله فهو بذلك قد ابتدع بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار
وهناك من يعمل عملا للشهرة والرياء فهو لم يفعله ليبغى به ثواب الله عليه بل فعله من أجل تحسين صورته الدنيوية وهذا الصنف من
الناس لن يجنى أى ثوابا من جراء عمله بل سيلقى الويل وسوء الخاتمه
ولقد أحضرت لكم حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم غايه فى الروعة لاول ناس يزجوا فى النار بالرغم أن أعمالهم صالحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :. أن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه
رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها قال: فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت
قال. كذبت ولكنك قاتلت لان يقال جرىء! فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمته فعرفها قال فما عملت ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن
قال. كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم ! وقرأت القرآن ليقال قارىء ! فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى به فعرفه نعمته فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب
أن ينفق فيها الا أنفقت فيها لك . قال : كذبت ولكنك فعلت ليقال جواد ! فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار
بالله عليكم أكيد أنتم مستغربين من هذا الحديث ومن أصحاب هذه الاعمال الذين ضيعوا أخرتهم من أجل سمعتهم فى الدنيا بالرغم أنها فانية
وماذا سيستفيدوا من سمعتهم التى أرادوا أن تبقى لهم خالده فى الدنيا أمام لقاء الله عز وجل
وهناك مثل هذه الاشياء كثيرة فى حياتنا ونراها بأعيننا كم يذهب للصلاة ليس ليؤدى فريضة الله بل ليقال عليه من المصلين وحتى يشهد
له بالايمان ومنهم أيضا من يذهب الى بيت الله الحرام ليحج حتى يقال له الحاج فلان راح والحاج فلان جاء ونلقيه يوصى اسرته أو أقاربه
أن يكتبوا على حائط منزله بالسلامه ياحاج وايضا حج مبرور وذنب مغفور ويرسموا طائرة أو سفينة حتى الى ما يعرفش يعرف ان فلان
قد قصد بيت الله للحج وأعمال كثيرة كثيرة جدا لا يكن القصد فيها أرضاء وجه الله ولا بقصد طلب غفرانه والحصول على ثوابه
ولا لاداء فرائض الله بل بقصد السمعة والرياء والنفاق هؤلاء الناس هل يضحكون على أنفسهم أم يضحكون على الله عز وجل
أستغفر الله لا يستطيعون أن يضحكوا على الله وهو خالقهم ويعلم الغيب واليه يرجع الامر كله وبيده تصير الامور ويعلم ما نخفى وما نعلن
وما يخفى على الله من شىء وهو اللطيف الخبير
نضيع أخرتنا من أجل دنيانا هل هذا يعقل بالله عليكم نتعب أنفسنا ولا نجنى الا الخزى فى الاخرة
ويقال أن الصيام هو الفريضة الوحيدة التى لا يكون فيها رياء ويكون ثوابها بين الرب وعبده حيث قال المولى عز وجل أنه لى وأنا أجزى به
فلابد أن نخلص النية لله تعالى وأن نقرن عملنا الصالح بنية قصد وجه الله عز وجل وحده حتى ننال ثوابنا من ذلك العمل وحتى لا نضيع
عملنا ونضيع أنفسنا
دمتم والى الله الملتقى