وعلمت يومها ان لى قلب

السلام عليكم ورحمة اله وبركاتة

وعلمت يومها ان لى قلب
للداعية احمد البحيرى

من 3 سنين تقريبا في رمضان.. في الخُبر .. في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية..
مريت بتجربة أثرت في جدا.. و اتعلمت منها كتير جدا..
ليلة من ليالي رمضان.. بعد العشاء.. قابلت اخ في دكتور كيف .. كوفي شوب على الكورنيش في الخُبر..
و عرفني على “يحيى ويل“.. أو جون ويل.. بريطاني.. مسلم جديد.. بقاله يمكن شهرين بس.. و ده كان أول رمضان يصومه في حياته..
الحقيقة مش قادر انسى اللي شفته في عينين يحيى ليلتها... فيضان من المشاعر.. فرحة غامرة.. حيرة.. تساؤلات..
يحيى بدا يحكيلي قصة اسلامه.. و هو متحمس جدا..
قصة انسان اسلم بعد اكتر من 30 سنة من عمره.. بعد رحلة سنين من البحث عن الحقيقة.. والحيرة و التيه بين المناهج المختلفة..
كان مسيحي.. ثم تهود.. ثم جرب البوذية.. ثم الإلحاد.. حتى عبادة الشيطان.. كل مايخطر ببالك..
بيبحث.. جسد يبحث عن روح.. و مش لاقيها..
لغاية لما وصل لقمة اليأس و الإحباط في ليلة..
بيقول لي.. انا سجدت.. و بقيت اخبط راسي في الأرض.. حاسس ان قلبي هايقف.. مخنوق.. باقول يا رب.. لو مادلتنيش على طريقك دلوقت حالا انا هاموت.. تعبت.. مش قادر..
وقتها.. كان معاصر لأحداث 11 سبتمبر.. و تفجير مركز التجارة العالمي في امريكا.. و الإعلام مليان بأخبار عن الإسلام والإرهاب..
يحيى كان بيحب القراءة جدا..
بيقول لي تاني يوم.. كنت في المكتبة.. و لمحت كتاب عن الإسلام.. قلت اجيبه.. عشان اعرف عدوي بيفكر ازاي..
و سبحان الله.. و انا باقرأ الكتاب.. مع كل سطر.. كنت بابكي.. و باقول .. هو ده اللي كنت بادور عليه طول عمري.. و أسلم يحيى..
لقى اللي بيدور عليه بعد تعب و لف سنين طويلة.. عشان كده كان الإسلام غالي قوي عنده.. كان بيمسك ترجمة المصحف.. مش عاوز يقراها. لأ.. عاوز يشربها.. عاوزها تجري في عروقه.. أصبحت أمنية حياته انه يتعلم عربي.. عشان يقرأ القرآن ذاته.. بالعربي.. مش الترجمة..
و لما جه رمضان.. قرر يدور على شغل في السعودية.. عشان يقضي رمضان هناك.. و جه فعلا و هو كله آمال.. هايعيش في بلد إسلامي.. وسط مسلمين..
و لكنه للأسف.. صدم لما شاف حال المسلمين.. و تعامل معاهم..
كان بيقول :
“Saudi Arabia, where In shaa allah means :never !“ ..
قلتله ده حالنا كلنا مش حال السعودية بس لأسف..
قابل ناس حيروه اكتر.. و توهوه اكتر..
بدأ يسألني أسئلة كتيرة..
هو انا المفروض ابقى سني والا شيعي؟.. يعني ايه سلفي؟.. يعني ايه مذاهب؟..
الى آخره من المسائل اللي يكثر فيها الخلاف..
فبدأت اناقشه فيها و اجيبله ادلة من السنة.. من سيرة النبي“ص“..
بصراحة.. مش قادر انسى عينيه و هي بتلمع و انا باحكيله عن النبي“ص“..
حكيتله عن فتح مكة.. النبي“ص“ بيفتح بلد حاربته سنين.. و فيها ناس قتلوا احب الناس اليه.. و مش بس كده.. لأ مثلوا بجثثهم..
و سألته.. ياترى انت لو مكانه تعمل ايه.؟
قال لي بدون تردد.. هاسلخهم أحياء.. حقي..
قلتله النبي“ص“ عفا عنهم جميعا دون شرط أو قيد.. و قال لهم “اذهبوا فأنتم الطلقاء“..
و بكى يحيى..
الحقيقة حسسني بخجل شديد جدا من نفسي..
أنا اول مرة في حياتي اشوف الإسلام حي بالشكل ده.. عارف الطفل اللي لسة مولود جديد؟..
شايف اسلام جديد..
في مقابل أمة بحالها توارثت الإسلام و اصبح في حياتها مجرد عادات مسلم بها.. فما استفادت منه.. ولا أفادته..
أمة مش حاسة بالنعمة اللي في ايديها..
يومها .. اديت يحيى نسخة مترجمة من كتاب فقه السيرة للشيخ الغزالي..
و ما اتقابلناش بعدها تاني لأنه سافر بريطانيا..
من فترة.. عرفت انه في القاهرة.. بيقضى رمضان هناك.. فجبت تليفونه.. و اتصلت بيه اتطمن على أخباره..
اول مافتح الخط.. قلتله “السلام عليكم“..
ارتبك و اتلجلج شوية.. و بعدين رد : “أنا لا أتهدث الأربية“
- : Wow You Can speak Arabic now!
فضحك.. بدأت افكره بيا و اتطمن على أحواله..
هو مش فاكر اسمي.. ولا حتى شكلي.. لكنه فاكر حاجة واحدة بس. . الكتاب ..
قال لي انت اللي اديتني كتاب فقه السيرة؟!!!! و هو في قمة الحماس و السعادة..
قال لي : Ahmed.. Thank you so much, this book has book has changed my life dramatically!
قال لي انه اتعلم حاجات جديدة كتيرة من سيرة النبي“ص“.. منها ان الإنسان قادر على اختيار و تشكيل حياته.. و منها.. ان الإنسان مش ممكن يحقق نجاح حقيقي في حياته إلا بمنهج.. يعمل فيه على الأرض.. و روحه متعلقة بالله في السماء..ساعتها..
افتكرت خجلي من 3 سنين لما قابلت يحيى لأول مرة.. خجلي من كوني اتولدت مسلم.. لكن ماعنديش نفس الإحساس العالي بنعمة الإسلام زيه..
المرة دي الواحد كان خجلان.. من ان انا اللي اديته كتاب السيرة.. و بالرغم من ده.. ما انتبهتش للكلمةاللي قالهالي دي.. “الكتاب ده (غيرلي) حياتي“..

منقووووووووووووول

جزاكى الله خيراً أختنا فتاة الإسلام على القصة الجميلة دى..

والله أنا كمان إتكسفت زى الراوى لما قرأيت القصة...

الناس إللى بتسلم إيمانها بيكون قوى جداً لأنهم جربوا الكفر وجربوا البعد عن ربنا فأول مابيعرفوا الطريق بيطلعوا كل شحنتهم فى حبهم لربنا
والإسلام..

وإحنا المفروض نحمد ربنا إننا ماكناش كفار.. نعمة الإسلام لوحدها تستاهل الحمد كل يوم وكل ثانية..

والله ساعات لما بشوف الناس التانية بقول الحمدلله إن أنا مسلمة...

كتر التشتت..هو إللى مخلى الناس مش عارفة تعمل إيه وتصدق مين من كتر تمسك كل شخص بكلام مختلف عن التانى..

بس إحنا ملناش غير الكتاب والسنة..ومالناش دعوة بأى حد تانى...

يارب يرزقنا بحب الإسلام ويجعلنا ممن يحملون هم الدعوة إليه

جزاكى الله خيراً على القصة المفيدة ربنا يجعل الموضوع فى ميزان حسناتك..