حدثنا عنهم يا احد .........عبدالله بن عمرو بن حرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله....

اخوة الاسلام...واحبة أحد....

موعد جديد مع بطل جديد...و رجال الاسلام....رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه...

ضيف اليوم هو من كلمه ربه كفاحا......

الضيف والبطل والشهيد..هو..عبد الله بن عمرو بن حرام....

كان من اشراف القوم فى يثرب... واسلم قبل منه ابنه جابر بن عبد الله..ولم يشرح الله صدره...... بعد للاسلام...
الى ان خرج مع حجاج يثرب الذين ذهبوا لمبايعة الحبيب صلى الله عليه وسلم..وكان فى هذا الوقت مازال خارج الاسلام..
لكنه لم يعلم انه بعد ساعات قليلة سيفتح له التاريخ ابوابه مثلما فتحتها الجنة..وفتحتها اجنحة الملائكة لتظله..
ولكن هناك من هو اكبر من ذلك ايضا...سنقوله فى سياق حديثنا...

قصة اسلامه...
*************

يقول كعب بن مالك رضى الله عنه...
انهم بعد ان فرغوا من الحج واعدوا الرسول بالعقبة وكان معهم عبد الله بن حرام (سيد من ساداتنا وشريف من اشرافنا) على حد قوله..
فكلمناه وقلنا له..يا ابا جابر انك سيد وشريف وانا نرغب بك عما انت فيه ان تكون حطبا للنار غدا..ثم دعوناه للاسلام..واخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ايانا العقبة...قال فاسلم وشهد معانا العقبة وكان نقيبا...

اذن عندما كان الأنصار السبعون يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، كان عبدالله بن عمرو بن حرام، أبو جابر بن عبدالله أحد هؤلاء الأنصار..

ولما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم منهم نقباء، كان عبدالله بن عمرو أحد هؤلاء النقباء.. جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبا على قومه من بني سلمة..
ولما عاد الى المدينة وضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الاسلام..

وظل عبد الله فى شوق دائم لرؤية الحبيب...الى ان اذن الله لنبيه الكريم بالهجرة...ففرح عبد الله وظل ملاوما للرسول صلى الله عليه وسلم ..ينهل من هديه وعلمه واخلاقه..
الى ان جائت غزوة بدر فكان من المسارعين اليها..ليعوض مافاته من عمره ويستغله للقرب من الله...
فخرج مجاهدا، وقاتل قتال الأبطال..

غزوة أحد..والبطولة التى يشهد عليها جبلنا الحبيب...
**********************************************

( نية صادقة وبصيرة مؤمن )

في غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو..وغمره احساس صادق بأنه لن يعود، فكاد قلبه يطير من الفرح!!

ودعا اليه ولده جابر بن عبدالله الصحابي الجليل، وقال له:

" اني لا أراني الا مقتولا في هذه الغزوة..!!!!!

بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين..

واني والله، لا أدع أحدا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وان عليّ دينا، فاقض عني ديني، واستوص باخوتك خيرا"..

وفي صبيحة اليوم التالي، خرج المسلمون للقاء قريش..

ودارت معركة رهيبة، أدرك المسلمون في بدايتها نصرا سريعا، كان يمكن أن يكون نصرا حاسما، لولا أن الرماة الذين امرهم الرسول عليه السلام بالبقاء في مواقعهم وعدم مغادرتها أبدا أغراهم هذا النصر الخاطف على القرشيين، فتركوا مواقعهم فوق الجبل، وشغلوا بجمع غنائم الجيش المنهزم..

فتحوّل نصر المسلمين الى هزيمة..

**
الملائكة تظل البطل باجنحتها...
**************************

في هذا القتال المرير، قاتل عبدالله بن عمرو قتال مودّع شهيد..

ولما ذهب المسلمون بعد نهاية القتال ينظرون شهدائهم.. ذهب جابر بن عبدالله يبحث عن أبيه، حتى وجده بين الشهداء، وقد مثّل به المشركون، كما مثلوا بغيره من الأبطال..

ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيد الاسلام عبدالله بن عمرو بن حرام، ومرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكونه، فقال:
" ابكوه..

أو لا تبكوه..

فان الملائكة لتظلله بأجنحتها"..!

او يقال انه سمع بنته او خته تبكيه..فقال صلى الله عليه وسلم..

"ولم تبكى؟؟ فمازالت الملائكة تظله باجنحتها حتى رفع"

**

لحظة فارقة...وشرف عظيم..وايه تتلى...

***********************************

الان جاء الدور لاعظم شرف ممكن ان ينوله مسلم...كان ايمان أبو جابر متألقا ووثيقا..وكان حبّه بالموت في سبيل الله منتهى أطماحه وأمانيه..لذك كان لابد ان تكون هذه المنقبة العظيمة من حقه..

لقد أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فيما بعد نبأ عظيم، يصوّر شغفه بالشهادة..

قال عليه الصلاة و السلام لولده جابر يوما:

" يا جابر..
ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب..
ولقد كلّم أباك كفاحا _أي مواجهة_

فقال له: يا عبدي، سلني أعطك او تمن على اعطيك....
فقال: يا رب، أسألك أن تردّني الى الدنيا، لأقتل في سبيلك ثانية..

قال له الله:
انه قد سبق القول مني: أنهم اليها لا يرجعون.

قال: يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة..

فأنزل الله تعالى:
(ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما أتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم. ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)".د

يا الله..على الشرف.......

*

لحظة مورارة الجسد الطاهر التراب....
*******************************

وعندما كان المسلمون يتعرفون على شهدائهم الأبرار، بعد فراغ القتال في أحد..

وعندما تعرف أهل عبدالله بن عمرو على جثمانه، حملته زوجته على ناقتها وحملت معه أخاها الذي استشهد أيضا، وهمّت بهما راجعة الى المدينة لتدفنهما هناك، وكذلك فعل بعض المسلمين بشهدائهم..

بيد أن منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لحق بهم وناداهم بأمر رسول الله أن:

" أن ادفنوا القتلى في مصارعهم"..

فعاد كل منهم بشهيده..

ووقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يشرف على دفن أصحابه الشهداء، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وبذلوا أرواحهم الغالية قربانا متواضعا لله ولرسوله.

ولما جاء دور عبدالله بن حرام ليدفن، نادى رسول الله صلى اله عليه وسلم:

" ادفنوا عبدالله بن عمرو، وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فانهما كانا في الدنيا متحابين، متصافين"..

جمعهم الله فى قبر واحد فى الاخرة..مثلما كانوا مجتمعين فى حب الله وطاعته والجهاد فى سبيله فى الدنيا....

واخيرا......

كرامة ثابتة للشهيد بعد موته..
*************************************
كان عبدالله اول من قتل يوم أحد وكان احمر اصلع ليس بطويل..وكان عمرو بن الجموح طويلا..فدفنا معا عند السيل..فازاح السيل عنهم فانكشفوا فى القبر..وكان عليهم نمرة(غطاء)
وكان عبد الله مصاب فى وجهه ويده على الجرح..فازالوا يده فانبعث الدم...فردوها فسكن الدم...
اتدرون ذلك بعد كام عام؟؟؟
يقول جابر فى هذه الاثناء رايت ابى فى حفرته كأنه نائم..وما تغير من حاله شىء..وبين ذلك ست واربعون سنة..فحولا الى مكان اخر..واخرجوا لينة اجسادهم رطابا..تتثنى اطرافهم..
سبحان الله.....ما رايكم فى كرامة الشهداء...انه حق صحيح؟؟..اجسادهم ظلت رطبة تنزف منها الدماء بعد ست واربعون عاما..

جمعنا الله بك يا عبد الله بن عمرو بن حرام...........

دروس مستفادة من حديثنا عن عبد الله بن عمرو بن حرام..
*********************************************

_ فن الدعوة الى الله..بحب وعاطفة وخوف...وليس مجرد كلمات كالرصاص تنفر الناس...

_ اصدق الله يصدق ويرزقك ببصيرة وحكمة المؤمن....واسال الله الاستخدلم بصدق..كى يفتح عليك...( وانتظر الكرامات والبركات)..فى الدنيا والاخرة باذن الله...

_ ابنك هو صديقك ابن كبدك....اعمل على هذا المبدا وتعامل به مع ابنائك...

_ الحب فى الله نعمة كبيرة......نصيحة بجد....(ابحث عنها)....

اللهم اجمعنا به فى الجنه
اللهم امين
جزاكى الله كل خير اختى جنى على النقل
وربنا يكرم استاذ محمد ويجازيه خير الجزاء