تأملت فلن اتأمل

ربما يبدو العنوان غريبا نوعا ..
ولكن هذه الحقيقة ..
احيانا تلح علينا الكثير من الاسئلة .. اسئلة جوهرية
لا نجد اجابة لها سوى التأمل والنظر في الكون وتدقيق النظر جيدا للوصول لاجابة منطقية نوعا نستطيع ان نقتنع بها
ولكن الغريب انه بعد هذه التأملات والتفكير .. ان نتوصل الى حل وهو ( لا نتأمل )
من الغباء حين نضيع وقتنا في البحث عن شئ .. وهو في ايدينا
من الغباء ان نضيع وقتنا في الاسئلة عن اشياء .. اجباتها فينا
فمثلا ..
لماذا خلقنا الله ؟
لماذا خلقنا اصلا ووهبنا الله العقل ؟
ولماذا نحن دون الكائنات الاخرى ميزنا بالعقل ؟
وكيف ستنتهي ارواحنا ؟ وما حقيقة الروح ؟؟
هل حقا سنعود في زمان اخر .. وحياة اخرى .. بنفس الارواح ولكن اشخاص اخرى
؟؟"
هل سنحاسب في الدنيا عند عودتنا مرة اخر .. ام سناحب يوم البعث ؟؟
هل من الممكن ان تتحد ارواحنا مع الطبيعة ؟؟ هل من الممكن ان تتلاشى ارواحنا مثل الطاقة ؟؟
هل يمكننا وصف الروح بانها اطياف شفافة تسكن اجسامنا وتنفصل عنها عن الموت ؟؟ وتعود مرة اخرى هذه الاطياف لتسكن اشياء اخرى .. يمكن ان تسكن زهرة او قطة او اسد او اي شي ...
كيف نحقق الذات الالهية ؟؟ هل مفروض علينا ان نحققها فينا ؟؟
هل نحن نسير في الاتجاه الصحيح ام الخاطئ ؟؟
ما هو هدفنا من الحياة ؟؟
هل انا على صواب ؟؟ هل يجب ان اتبع الرسول في كل شئ ؟؟ ولماذا لا يكن لي رأي اخر ؟؟
اسئلة كثيرة ..كثير ..كثيرة
ورأسي صغيرة لا تتحمل هذا الكم من الاسئلة
اذن فلنأخذ من الحياة ساعة واحدة فقط .. مجرد ساعة ونتأمل
وبالفعل تأملت .. ولكن لم يأخذ مني الامر ساعة واحدة فقط
بل اخذ ساعات .. وايام .. احاول ان اخرج تلك الافكار من رأسي واعيد ادخالها بشكل منظم
واحاول الرد على كل سؤال على حدا .. فرأيت ان الاجوبة كانت بين يدي طوال الوقت ولكني لم التفت لها يوما .. والتمست اصعب الطرق للوصول اليها .. في حين ان الوصول لها من البداية كان سهلا

والغريب انكم لن تصدقوا من الذي رد على تلك الاسئلة ..
..
..
..
الله

في كتابه العزيز وضع كل الاجابات ولكني لم اتلفت اليها يوما

لماذا خلقنا الله ؟
قال الله : وما خلقت الانس والجن الا ليعبدوني
ولكن ما هي العبادة ؟؟ هل يريدني الله انا اعتكف على العبادة واسخر حياتي لها واتحول الى الجنس العاطل كما اشار احد المفكرين المشهورين الينا
هل العبادة هي فقط ان اؤدي الشهادة واقيم الصلاة واؤتي الزكاة واصوم رمضان واحج البيت .. هل هذه هي العبادة .. في ظل الحيرة .. ترى من يرد على هذا السؤال ؟؟ هل هذا هو مفهوم العبادة ؟؟
لن تصدقوا من رد هذه المرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العمل عبادة
وايضا اقامة الدين عبادة
اذن هذه هي العبادة التي كان يقصدها الله بجانب طاعته .. ان نعمل
وهل اذا عملت و اطعت الله في عبادته و اقمت الدين
هل هذا سيجعلني صالحا ويبؤني الجنة بسهولة ..
ولكن من السهل ان يتبع اي شخص الدين الاسلامي فقط يقول لا اله الا الله محمد رسول الله ويصلي ويزكي ويصوم ويحج .. فقد اصبح مقيما للدين
هل هذا كل شئ .. واذا كان كل شئ ..
فوجدت قول الرسول الكريم : الدين المعاملة
اذن كلمة الدين صحبها بكلمة المعاملة انهم شئ واحد لا ينفصل ابدا
فاذا اردت ان تقيم الدين .. فلتحسن معاملة الناس و تكرمهم وتصل رحمك .. فكل ذلك يندرج تحت مفهو المعاملة
اما عن تحقيق صفة الله في الارض ..
فنجد ان تعاليم الدين كلها تأمر بذلك .. و هذا مبدأ من مبادئ الدين وليس تفكير فلسفي توصل اليه احد المفكرين او القديسين
وصف الله نفسه بالعدل .. وامرنا بالعدل
وصف الله نفسه بالكرم .. ونهانا عن البخل
وصف الله نفسه بالجبار .. اي الذي يجبر الناس ويأخذ بايديهم و امرنا ان نكون كذلك
وورد في ذلك احدايث نبوية كثير ة
كان الله في عون العبد ماكان العبد في عون اخيه
احاديث تحثنا على ان نكون متعاونين ونجبر بعضنا في الصائب
واتت احاديث ايضا تحثنا على التراحم فيما بينا
اليست كل الصفات التي امرنا الاسلام ان تكون فينا .. كلها صفات الهية
وليس معنى اننا سنتصف بها .. انننا بذلك بلغنا شيئا من المنزلة الالهية .. ولكن الغرض هو تحقيق صفات الله فينا لكي نتقرب منه ويفتح الله علينا
ونجد امثلة على ذلك واضحة في الامام عمرو ابن الخطاب فقد لقب بالفاروق لشدة عدله .. اليس عمر رضي الله عنه قد حقق صفة من صفات الذات الالهية ولله المثل الاعلى ومن المستحيلات ان يصل احد مهما بلغ لصفات الله كاملة .. والديل على ذلك قول الله في سورة الاخلاص
ولم يكن له كفوا احد ..
اي لن يكن له مثيل في الالوهية او في الصفات فما علينا نحن كبشر مجرد المحاولة ان نتقلد بصفات الله فاذا اكرمت الناس اكرمك الله باضعاف ما اكرمت به الناس
واذا رحمت الناس رحمك الله باضعاف ما رحمت به الناس
اما عن ضرورة اتباع الرسول و الاخذ بسنته
مع العلم ان كلمة سنة المقصود بها الطريقة او المنهج الذي كان ينتهجه الرسول في حياته
فقد وجدت الاجابة واضحة في قول الله : وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا
وهذا امر صريح من الله في اتباع الرسول في كل امر يأتنا به واتباعه في كل شئ ينهانا عنه
والرسول ما ينطق عن الهوى ولم يأمرنا باشياء لم يذكرها الله
والدليل على ذلك قوله تعاله : وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى
اذن هذا معناه ان كل شئ امرنا به الرسول ما هو الا بوحي من الله
اما عن الاسئلة التي دارت في رأسي بخصوص الروح والافتراضات التي افترضتها للاجابة لم اجد سوى قول الله خير ردا قاطعا وناهيا لاي تساؤلات اخرى
قال تعالى : " و يسألونك عن الروح .. قل الروح من أمر ربي .. و ما أوتيتم من العلم إلا قليلًا

اذن اي شئ يخص الروح .. شكلها .. وصفها .. مصيرها .. انتقالاتها في العوالم الاخرى
ليس لنا اي الحق في البحث عنه لان الله وضع الرد قاطعا هي من علم ربي
وبالتالي لم يعطي سرها للرسول الكريم .. ولو كان اعطاه سرها لاستطاع الرسول ان يرد على من سأه دون ان يسأل الله فيرد الله عليه : قل الروح من امر ربي
وذا كان الله اقتصر بهذا العلم على نفسه ولم يبيح به حتى لرسوله الكريم وهو خير خلق الله واحب خلق الله
فكيف سيعطي هذا العلم .. لمن يسمون أنفسهم مفكرين وقديسين و محللين
حمدا لله على هذا
واستغفر الله العظيم
وبعد هذه الجلسة التأملي مع نفسي
توصلت في الاخير ان لا اتأمل
لان الاجابات كانت امامي طوال الوقت ولا تحتاج في الوصول اليها الى سعي او بحث او تأمل
.....
ما اوردته هنا هو اجتهاد شخصي توصلت اليه .. وليس غريب لاني ذكرت حقائق ولم اكتشفها فهي موجودة من الازل .. ولكني فقط توصلت اليها و ادركت حينها ان الحقيقة واحدة ستلتمس الطريق اليها من اسهل الطرق او اصعب الطرق ففي كل الحالات ستصل لنفس الحقيقة
اذن لا داعي لمضيعة الوقت
وحاول ان توفر تفكيرك في شئ اخر تفيد به نفسك والانسانية