زكى نفسك فقد قست القلوب

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

قال الله تعالى فى كتابه العزيز " قد أفلح من زكها ، وقد خاب من دسها

فكيف لنا أن نزكى أنفسنا ونطهرها من آثار الآثام والمعاصى
فمن منا لا يغفل أو يضعف
ولكن من منا أيضا لا يرجع ويستغفر

فهذه دعوه لتزكيه النفس وتطهيرها من المعاصى
ودعوه للرجوع الى الله

تعالوا معا لنستعرض مقومات التطهير والتزكيه

العمل الصالح

ان العلم لا يؤتى ثمرته فى تزكيه النفس ولا ينفع صاحبه الا اذا لم يقرن بالعمل الصالح
والايمان بالله هو عماد الدين والبرهان عليه هو العمل بمقتضاه ولا يتم ذلك الا بالعلم النافع الذى يعمق الايمان ويدفع بصاحبه الى العمل.
قال بن القيم رحمه الله تعالى : أفضل ما أكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعه
فى الدنيا والآخره هو العلم والايمان ولهذا قرن بينهما الله تعالى بقوله
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات

وقال الامام ابن رجب الحنبلى رحمه الله معقبا على الحديث : من فاته العلم النافع وقع فى الاربع
التى استعاذ منها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصار علمه وبالا عليه وحجه عليه
فلم ينتفع به لأنه لم يخشع قلبه لله ولم تشبع نفسه من الدنيا
ولم يسمع دعائه لعدم امتثاله لأوامر الله عز وجل وعدم اجتنابه لما يسخطه ويكرهه

وقال بن القيم ايضا : اشتر نفسك اليوم فان السوق قائم ، والثمن موجود
والبضائع رخيصه وسيأتى على تلك السوق والبضائع يوم لاتصل فيها الى قليل أو كثير
ذلك يوم التغابن يوم يعض الظالم على يديه

ومن تزكيه النفس أيضا
محاسبه النفس
يآيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد

عارفين يا جماعه حقيقى الواحد لما بيقف مع نفسه وقفه
ويقلب صفحات أعماله ويراقب تصرفاته فعلا بتكون تنقيه مباشره وسريعه
للنفس حتى لا تترك مجال للنفس الأماره بالسوء
وبتتجلى النفس اللوامه اللى ربنا أقسم بها فى كتابه العزيز


ياسلام لما الواحد يقف كده ويقول يااااااه أنا صلاتى كان شكلها ايه النهارده
ياترى انا أديت الفرائض ولا سهوت طيب سهوت أو كسلت أو نسيت
قوم بسرعه وصلى واستغفر ولاتجعل للشيطان عليك سلطان
ويقولك خلاص ده راح منك
لألألألأ
هااقوم واصلى اللى فاتنى وأعاهد ربنا انى لاأضيع صلاه بعد اليوم
طيب ياترى هى ناقصه خلاص أكمل وأحرص على النوافل اللى كلفها الجبران
انت كريم أوى يارب ورحيم ورؤوف بينا أوى يارب

ياترى عملت ايه كمان
ظلمت غفوت اتعديت على حق من حقوق أخوانى
ارتكبت معاصى واللعياذ بالله
أعمل ايه
أعاقب نفسى بأه وأعاتبها
ليه يا نفس ربنا يرحمك ويسترك وانتى كده تستصغرى المعصيه
ولاتستحى ، سامحك الله يانفس ارجعى
توبى اخشعى واتقى الله الذى سترك
سعتها الفطره السليمه بتنقى سريرتك وبترجعك وبتقولك ربنا شاهد عليك
ويومك هايشهد عليك يوم لا ينفع مال ولا بنون

ياسلام قبل ماتنام كده وانت مش عارف ياترى هايطلع عليك صبح والله أعلم
قبل ماعنيك تغفل تقول انا عايز استغفر عن كل حاجه تغضبك يارب عملتها النهارده
عايز اقابلك وانت راضى عنى وعبادك يارب راضين عنى ومسامحنى
وانا عايز أقابل الله بوجه طلق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى

قال الأمام الغزالى رحمه الله :
اعلم أن العبد كما يكون له وقت أول النهار يشارط فيه نفسه على سبيل التوصيه بالحق ، فينبغى أن يكون له
فى آخر النهار ساعه يطالب فيها النفس ويحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها

وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا
فانه أهون عليكم فى الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر

محاسبه النفس بتخليك شديد المراقبه لله تعالى
بتعرف عيوبك وبتحاول تصلحها وتجاهد لتجنب ماهو عيب
بتبعد نفسك عن الهوى وساوس الشيطان وبتعرف حدودك
بتعرف أنت قصرت فى ايه وبتعين نفسك على الأداء الحسن وعدم التقصير
لا تقصر فى حق الله وايضا فى حق العباد

وأذكر نفسى واياكم بتقوى الله

وأعتذر للأطاله وان شاء الله لنا بقيه
فى تزكيه النفس