redaabdelhamed عضو مميز
عدد المساهمات : 414 تاريخ التسجيل : 20/02/2009 نقاط : 19 السٌّمعَة : 0
| موضوع: الحمد لله على سلامة دينك الجمعة 20 فبراير - 12:58 | |
| الحمد لله على سلامة دينك
كنت في رحلة دولية فرأيتُ شباباً في عمر الزهور وهم قادمون من رحلات " لا أعلم جهتها ". وحينها ذهبت بي خواطري إلى أعماق بعض العبارات التي سيطلقها الناس عند استقبالهم لهؤلاء القادمين من تلك الرحلات. إنها عبارة " الحمد لله على السلامة " نعم.. إنها تُقال لكل قادم من السفر، أيّاً كان ذلك السفر، داخلياً أو دولياً. ولا شك أن هذه العبارة فيها معاني اللطف والمودة بين المسافر والطرف الآخر، وإنها نعمة أن يعود ذلك المسافر من رحلته وهو في كامل عافيته وصحته. ولكن والله الذي لا إله غيره إن أعظم من سلامة بدنك أن يسلم لك دينك، إي والله حينما تعود من سفرك ولم يتلطخ دينك بنجاسة الذنوب التي يرتكبها بعض المسافرين. ما أعظمها من نعمة عندما تكون في سفرك قد حفظت سمعك وبصرك وجسدك عن كل ما حرم الله تعالى. وما أعظم الخسارة وأشد الندامة لذلك المسافر الذي لما سافر إذا به يفتح على قلبه عواصف الفتن، ورياح البلايا، وهموم الشهوات. وإننا حينما نكون صادقين فإن بعض المسافرين يعود من سفره ولكنه ممن غضب الله عليهم، نعم.. يعود ولكنه ازداد بعداً عن الله. يعود ولكن بسجل مليء بالذنوب، يا عجباً لذلك المسافر الذي عاد ولكن بقلب ذليل للشهوات، وخاضع للنساء الماجنات. نعم.. عاد ولكن بعدما أساء مع ربه، فاقترف الآثام وبارز ربه بالحرام (( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ))[العلق:14] يا حسرتاه على شهوات ذهبت لذتها وبقيت تبعتها. تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار ولك أن تتأمل معي هذه القصة: قال أحد الدعاة: جاءني رجل يبكي بكاء عجيباً ويريد أن أساعده في " دواء " لما أصابه.. ولكن يا ترى ما الذي أصابه؟ لقد أصيب بالإيدز، وتصاب زوجته بذلك أيضاً، بل ويتعرض الجنين إلى نفس المرض. إن السبب لذلك هو " السفر للخارج " بدون ضوابط، فمن لهذا الرجل؟ ومن ينقذ أسرته من آهات الإيدز؟!. وفي الطرف الآخر: نجد أن بعض المسافرين قد لا يكون له اتجاه للشهوات ولا محبة للمنكرات الظاهرة، ولكنه قد عرَّض نفسه لفتنة الشبهات. وإنها والله لفتنة كبيرة عندما يتعرض العقل للخواطر التي تصده عن الانتماء للمنهج الصافي " منهج الكتاب والسنة " فتجد ذلك المسافر قد عاد ولكن بمبادئ علمانية أو تكفيرية، أو بشكوك في ثوابت هذا الدين كالصلاة أو الحجاب. وكم رأينا من مسافرين عادت أجسادهم وأما قلوبهم وعقولهم فقد تركوها في بلاد الغرب، والله المستعان. وأخيراً وليس آخراً: ما أجمل أن نهتم بسلامة الدين وصفائه ونقائه قبل أن نهتم بسلامة الجسد. وقبل أن نقول للقادم من السفر: " الحمد لله على السلامة " أتمنى أن ندعو له بقلوبنا نسأل الله أن يجعلك ممن حفظ الله له دينه في سفره وإقامته. | |
|