بسم الله الرحمن الرحيم
كم مرة رأينا فيها النار؟
كم مرة أصابنا لفحها و وهجها؟
كم مرة تألمنا و قد أصابنا شيئ من حرها؟
و يا لشدة الخطب عندما نعلم أن نارنا هذه جزء من سبعين جزءا من تلك النار الحامية التي أعدها الله تعالى يوم القيامة لعباده الأشقياء. قال النبي صلى الله عليه و سلم : <ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من جهنم !!>.ففزع الصحابة رضوان الله عليهم و نزل بهم الخوف فقالوا و الله إن كانت لكافية يا رسول الله فقال (ص) : < فإنها فضلت عليها بتسعة و ستين جزء كلها مثل حرها>رواه البخاري و مسلم.
يا مسلم :
هل تذكرت نار الله الحامية ؟ هل طار فؤادك فزعا ؟ هل تذكرت لمن أعد الله ناره ؟ أين أنت من كتاب الله العزيز ؟ لقد حذرنا منها! و من سنة نبينا المصطفى ؟ لقد أوصانا أن نتقيها !
إنها النار كم أفزعت من قلوب .. و كم أسالت من دموع سكوب .. و كم طردت النوم من جفون الصالحين .. و كم تفطرت لذكرها قلوب المخبتين .. و كم .. و كم ...
إنها النار ما أطول حسرة من دخلها ! استغاث أهلها فلم يفدهم ذلك بل ازدادوا عذابا ! أكثروا الصراخ و العويل ! فما نفع ! تمنوا الموت! فلم يعطوا مناهم * و نادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون *
إنها النار تذكر دائما ذلك اليوم .. يوم تجوز فيه على الصراط فلا تدري هل تنجو إلى الجنان ؟ أم تكب على وجهك في النيران ؟!
إنهـا الـنــــــار .... فالنتقيها و لا نتبع خطوات الشيطان...