جني الجنتين عضو نشيط
الدولة : العمر : 37 الاقامة : الاسكندرية العمل/الترفيه : math teacher الحال : وعجلت اليك ربي لترضي عدد المساهمات : 119 تاريخ التسجيل : 22/06/2009 شيخك المفضل : حازم شومان نقاط : 210 السٌّمعَة : 0
| موضوع: حدثنا عنهم يا احد...اسيد بن الحضير الجمعة 9 أبريل - 7:06 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موعدنا اليوم مع ثالث صحابي في سلسلة حدثنا عنهم يا احد بقلم استاذ محمد طه اسيد بن الحضير بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله...
ضيفنا اليوم ولقائنا مع فارس جديد...وضيف يحل علينا ليذكرنا هو واصحابه بكل معنى جميل يحمل العزة بين جنباته,,ليذكرنا بيوم ان كنا رجالا..
هو من قال عنه صلى الله عليه وسلم.... " نعم الرجل... "
شريفنا اليوم..هو..
أسيد بن الحضير...
هو.. أسيد بن الحضير ابن سماك بن عتيك بن نافع بن امريء القيس بن زيد بن عبد الأشهل
وكان ابوه واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية، ومقاتليهم الأشداء.. وورث أسيد عن أبيه مكانته، وشجاعته وجوده، فكان قبل أن يسلم، واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب، ورماتها الأفذاذ..يعنى كان من اصحاب الانساب والاشراف..وزاد عزه وشرفه يوم ان شرفه الله بالاسلام...
** كان اعز اصدقائه وانيسه وخليله..سعد بن معاذ..وكان يقال انهم لا يفترقان الا عند النوم..وكانت احب جلساتهم تحت ظلال النخيل عند بئر تسمى(مرق) خارج المدينة...
قصة اسلامه **************
ولقد كان لاسلامه قصة عجيبة.. يوم أسلم سريعا، وحاسما وشريفا..
فعندما أرسل الرسول عليه السلام مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار الذين بايعوا النبي عليه السلام عل الاسلام بيعة العقبة الأولى، وليدعو غيرهم الى دين الله.
(وناخد بالنا جدااا من دور مصعب)
يومئذ، جلس أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وكانا زعيمي قومهما، يتشاوران في أمر هذا الغريب الذي جاء من مكة يسفّه دينهما، ويدعو اى دين جديد لا يعرفونه..
وقال سعد لأسيد:" انطلق الى هذا الرجل فازجره".. فحمل أسيد حربته، وأغذ السير الى حيث كان مصعب .
وعند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد كثير من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها الى الله، مصعب بن عمير..
وفجأهم أسيد بغضبه وثورته..
وقال له مصعب: " هل لك في أن تجلس فتسمع.. فان رضيت أمرنا قبلته، وان كرهته، كففنا عنك ما تكره"..؟؟ كان أسيد رجلا.. وكان مستنير العقل ذكيّ القلب حتى لقبه أهل المدينة ب((الكامل)).. وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله..
فلما رأى مصعبا يحتكم به الى المنطق والعقل، غرس حربته في الأرض، وقال لمصعب:
لقد أنصفت: هات ما عندك..
وراح مصعب يقرأ عليه من القرآن، ويفسّر له دعوة الدين الجديد. الدين الحق الذي أمر محمد عليه الصلاة والسلام بتبليغه ونشر رايته.
ويقول الذين حضروا هذا المجلس: " والله لقد عرفنا في وجه أسيد الاسلام قبل أن يتكلم.. عرفناه في اشراقه وتسهّله"..!!
ياسلام على كلمات مصعب وفتح الله عليه يامن تريدون الدعوة اللى الله..تعلموا فقهها وفنها اولا... يالها من كلمات..ويا له من قلب...
لم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد مبهورا: " ما أحسن هذا الكلام وأجمله..
كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين".؟
سبحان الهادى...
قال له مصعب: " تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي"..
ان شخصية أسيد شخصية مستقيمة قوية مستقيمة وناصعة، وهي اذ تعرف طريقها ، لا تتردد لحظة أمام ارادتها الحازمة..
ومن ثمّ، قام أسيد منطلقا ليستقبل الدين الذي انفتح له قلبه، وأشرقت به روحه، فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين، معلنا اسلامه، مودّعا أيام وثنيّته، وجاهليته..!!
اهم مواقف أسيد...وذكاء وحكمة.. ***************************
كان لهذا الموقف الاثر الكبير فى فتح الله ودخول كثير من الانصار الى الاسلام..بذكائه وحكمته... كان على أسيد أن يعود لسعد بن معاذ، لينقل اليه أخبار المهمة التي كلفه بها.. مهمة زجر مصعب بن عمير واخراجه..وعاد الى سعد..وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله:
" أقسم لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به".!!
أجل.. لقد ذهب بوجه طافح بالمرارة، والغضب والتحدي..وعاد بوجه تغشاه السكينة والرحمة والنور..!!
وقرر أسيد أن يستخدم ذكاءه قليلا.. انه يعرف أن سعد بن معاذ مثله تماما في صفاء جوهره ونقاء قلبه,وسلامة تفكيره وتقديره..
ويعلم أنه ليس بينه وبين الاسلام سوى أن يسمع ما سمع هو من كلام الله، الذي يحسن ترتيله وتفسيره سفير الرسول اليهم مصعب بن عمير..
لكنه لو قال لسعد: اني أسلمت، فقم وأسلم، لكانت مجابهة غير مأمونة العاقبة.. اذن فعليه أن يثير حمية سعد بطريقة تدفعه الى مجلس مصعب حتى يسمع ويرى.. (حكمة)
فكيف يتصرف وماذا يفعل..؟
كان مصعب كما ذكرنا من قبل ينزل ضيفا على أسعد بن زرارة..وأسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ..
هنا قال أسيد لسعد: " لقد حدّثت أن بين الحارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك"..
وقام سعد، تقوده الحميةوالغضب، وأخذ الحربة، وسار مسرعا الى حيث أسعد ومصعب، ومن معهما من المسلمين..
ولما اقترب من المجلس لم يجد ضوضاء ولا همجية، وانما هي السكينة تغشى جماعة يتوسطهم مصعب بن عمير، يتلو آيات الله في خشوع، وهم يصغون اليه في اهتمام عظيم..
هنالك أدرك الحيلة التي نسجها له أسيد ...!!!!!!
ولقد صدقت فراسة أسيد في صاحبه، فما كاد سعد يسمع حتى شرح الله صدره للاسلام، وأخذ مكانه في سرعة الضوء بين المؤمنين السابقين..!!
اللهم تقبل من اسيد...
*************
موقف فى غزوة بنى المصطلق.. ***************************
كان أسيد يحمل في قلبه ايمانا وثيقا ومضيئا.. وكان ايمانه ينضح عليه من الأناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلا للثقة دوما..
وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ المنافق عبدالله بن أبيّ بن سلول فقال لمن حوله من أهل المدينة فقال:
" لقد أحللتمومهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم..أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا الى غير دياركم..أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل"..
سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الكلمات، بل هذه السموم المنافقة المسعورة، فكان حقا عليه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا، وقابله أسيد فقال له النبي عليه السلام: واسمع وتعلم الحكمة...
أوما بلغك ما قال صاحبكم..؟؟
قال أسيد: وأيّ صاحب يا رسول الله..؟؟
قال الرسول: عبدالله بن أبيّ!!
قال أسيد: وماذا قال..؟؟
قال الرسول: زعم انه ان رجع الى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل.
قال أسيد: فأنت والله، يا رسول الله، تخرجه منها ان شاء الله.. هو والله الذليل، وأنت العزيز..
ثم قال أسيد: " يا رسول الله ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا، فهو يرى أن الاسلام قد سلبه ملكا"..
بهذا التفكير الهادئ اعميق المتزن الواضح، كان أسيد دائما يعالج القضايا ببديهة حاضرة وثاقبة..
حكمتة فى رأب الصدع وغلق ابواب الفتن *********************************8
وفي يوم السقيفة، اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار، وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واحتدمت المناقشة، كان موقف أسيد، وهو كما عرفنا زعيم أنصاري كبير، كان موقفه فعالا في حسم الموقف، وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاهه..
وقف أسيد فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه:
" تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين..
فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين..
ولقد كنا أنصار رسول الله..
وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته"..
يااااا الله......يالها من حكمة وعقل وقوة....رجل ...رجل بحق ..كما قال عنه صلى الله عليه وسلم...نعم الرجل اسيد بن الحضير...
فكانت كلماته، بردا، وسلاما.. واطفأت نار الفتنة...
**
ولقد عاش أسيد بن حضير رضي الله عنه عابدا، قانتا، باذلا روحه وماله في سبيل الخير، جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه:
" اصبروا.. حتى تلقوني على الحوض"..
ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصدّيق حبّه، كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر، وفي أفئدة الصحابة جميعا.
وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الأصحاب عليها.. ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه..
الرحيل.. **********
وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة، مات أسيد..وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه..وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم..
وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول الكريم عنه:
" نعم الرجل.. أسيد بن حضير"..
رحمك الله يا نعم الرجل...ورضى عنك...والحقنا بك فى الجنة باذن الله...
دروس مستفادة من أسيد بن حضير.. ******************************
_اذا رزقك الله بالخير فتمناه لاصدقائك فلا تدعهم...وكن حكيم فى توصيله لهم واشراكهم معك فيه..
_ الرجل بافعاله..وعقله..وتصرفاته..وليست الرجولة مجرد صفة..او عضلات..او صوت عالى..
_تحلى بالحكمة والصبر عند الغضب...ولا تعاند اذا تبين لك الحق...
_كن منصتا جيدا حتى تفهم من امامك..متحدثا بليغا متحكما حتى توصل رسالتك...
_الدعوة او توصيل اى رسالة معينة فى اى مجال..فقه وفن..وليست مجرد علم...
واخيرا....(حبيبك من يقربك الى المعبود...لا من ياتى اليك بالورود...) وسؤالنا اليوم اذكر الموقف الذى اخبر الرسول فيه اسيد ان الملائكة ااقتربت اليه وهو يرتل.....
او..اذكر الموقف المميز له مع رسول الله ولم نذكره فى سياق كلامنا...
دمتم فى طاعة...ورضى الله عن اسيد واخلف علينا بامثاله | |
|