راجية عفو الرحمن عضو مشارك
الدولة : عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 04/06/2011 نقاط : 77 السٌّمعَة : 0
| موضوع: الرسالة السادسة (فــقــيــر بـبـابـك) الخميس 23 يونيو - 3:14 | |
| بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ...الأحبة في الله تعالى .. بدأنا رحلة الاستعداد القلبية لشهر العتق من النيران ، فهل حاولت التدرب على عبادة قلبية ؟؟ تعال بنا نتدرب على عبادة ( الافتقار ) و( الذل والانكسار )لنتداوى من آفاتنا كالكبر والبطر والعجبوندخل على الله من باب قل الواقفون عليه .قال سهل التستري: ليس بين العبد وبين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار. وبه تُفتح أبواب الرحمة: كيف يتحقق الافتقار إلى اللـه ؟
كيف تعرف أنك مفتقر لله ؟ تدريبات الانكسار والواجب العملي : تجدوة فى الرساله السادسه فقير ببابكبسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ...الأحبة في الله تعالى .. بدأنا رحلة الاستعداد القلبية لشهر العتق من النيران ، فهل حاولت التدرب على عبادة قلبية ؟؟ تعال بنا نتدرب على عبادة ( الافتقار ) و( الذل والانكسار ) لنتداوى من آفاتنا كالكبر والبطر والعجب ، وندخل على الله من باب قل الواقفون عليه . قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللـه واللـه هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ). قال الشوكاني: أي : المحتاجون إليه في جميع أمور الدين والدنيا ، فهم الفقراء إليه على الإطلاق. قال ابن القيم: الفقر الحقيقي: دوام الافتقار إلى اللـه في كل حال وأن يشهد العبد في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى اللـه تعالى من كل وجه. ( قل : أنا محتاج لك يا رب ) كررها الآن بلسانك !! ولذلك فإنه أقرب الطرق إلى اللـه: قال سهل التستري: ليس بين العبد وبين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار. وبه تُفتح أبواب الرحمة: قال شيح الإسلام: وإذا توجه إلى اللـه بصدق الافتقار إليه واستغاث به مخلصا له الدين أجاب دعاءه وأزال ضرره وفتح له أبواب الرحمة فمثل هذا قد ذاق من حقيقة التوكل والدعاء للـه ما لم يذقه غيره. ولذلك قال أبو حفص: أحسن ما يتوسل به العبد إلى اللـه : دوام الافتقار إليه على جميع الأحوال وملازمة السنة في جميع الأفعال وطلب القوت من وجه حلال. أحبتي .. والله إن في الانكسار بين يدي الرب ومناداته ودعائه لذة لا توصف . قال بعض العارفين: إنه لتكون لي حاجة إلى اللـه ، فأسأله إياها ، فيفتح علي من مناجاته ومعرفته ، والتذلل له ، والتملق بين يديه : ما أحب أن يؤخر عني قضاءها وتدوم لي تلك الحال. ولذلك إذا أردت أي شيء فالزم باب الافتقار تذلل لك الأمور : قال ابن القيم: وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء ولا ظفر من ظفر بمشيئة اللـه وعونه إلا بقيامة بالشكر وصدق الافتقار والدعاء. مثال واقعي: قال ابن القيم: وشهدت شيخ الإسلام إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه فر منها إلى التوبة والاستغفار والاستغاثة باللـه واللجوء إليه واستنزال الصواب من عنده والاستفتاح من خزائن رحمته فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدا وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ. فأظهر له ضعفك ، والزم باب الانكسار بين يديه. كيف يتحقق الافتقار إلى اللـه ؟ بأمرين متلازمين ؛ هما : 1-إدراك عظمة الخالق وجبروته : فكلما كان العبد أعلم باللـه تعالى وصفاته وأسمائه كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه. ( فالله أكبر ، الله أعلى وأجل ، سبحان ربي العظيم ) 2-إدراك ضعف المخلوق وعجزه :فمن عرف قدر نفسه ، وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال ؛ فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفاً ولا عدلاً ؛ تصاغرت نفسه ، وذهب كبرياؤه ، وذلَّت جوارحه ، وعظم افتقاره لمولاه ، والتجاؤه إليه ، وتضرعه بين يديه . ( اللهم إن تكلني إلى نفسي تكلني لضعف وعورة وخطيئة وذنب ) كيف تعرف أنك مفتقر لله ؟ إذا اجتمعت فيك هذه الصفات 1-غاية الذل للـه تعالى مع غاية الحب. 2-التعلّق باللـه تعالى وبمحبوباته. 3-مداومة الذكر والاستغفار في كل الأوقات وعلى جميع الأحوال. 4-الخوف من عدم قبول الأعمال الصالحة. 5-خشية اللـه في السرَّ (صح : السرِّ ) والعلن. 6-تعظيم أوامر اللـه ونواهيه. تدريبات الانكسار والواجب العملي : أولا : أعني على نفسك بكثرة السجود فلماذا يقول الرسول صلى اللـه عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " لأن حال السجود فيه ذلة ليست في بقية الأحوال، وفيه انكسار وخضوع ليست في بقية الأحوال، ولذلك أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، لما ألصق جبهته بالأرض، وهي أعلى شيء فيه لمن وضعها؟ لله، صار أقرب شيء لله. ثانيًا : في الدعاء والمناجاة ما أحلى هذه الكلمات في مناجاة اللـه: قال ابن القيم: " فللـه ما أحلى قوله هذه الحال- أي حال الانكسار بين يدي الله والخضوع له سبحانه: أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي، وبغناك عني وفقري إليك، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير، وليس لي سيدٌ سواك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضريع، سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه .
فارحم اللهم انكسارنا بين يديك " فأنا فقير بابك فلا تطردني "
| |
|