السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة الرابعة عشر من سلسلة وغدا نلقى الاحبة محمد وصحبه
عثمان بن مظعون
هو ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح
كان له من الولد عبد الله / والسائب وأمهما خولة بنت حكيم
كنى بأبا السائب
أسلم قبل دخول رسول الله دار الارقم وهاجر الى الحبشة الهجرتين وحرم الخمر فى الجاهلية وقال : لا أشرب شيئا يذهب عقلى
ويضحك بى من هو أدنى منى ويحملنى على أن أنكح كريمتى من لا أريد
يعنى منذ البدايه وهو كافر كان لا يشرب الخمر خوفا من ذهاب عقله وخوفا منه ان يفعل شىء لا يدركه
وشهد بدرا وكان متعبدا
عن عثمان قال : لما راى عثمان بن مظعون ما فيه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء وهو يغدو ويروح فى أمان
من الوليد بن المغيرة قال : والله أن غدوى ورواحى آمنا بجوار رجل من أهل الشرك أصحابى أهل دينى يلقون من الاذى والبلاء ما لا يصيبنى لنقص كبير فى نفسى فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له : يا أبا عبد شمس وفت ذمتك قد رددت اليك جوارك . قال : لم يا بن أخى ؟ لعله آذاك أحدا من قومى . قال : لا ولكنى أرضى بجوار الله عز وجل ولا أريد ان أستجير بغيره قال : فانطلق الى المسجد فاردد على جوارى علانية كما أجرتك علانية
قال : فانطلقا ثم خرجنا حتى أتينا المسجد فقال لهم الوليد : هذا عثمان قد جاء يرد على جوارى .
قال : قد صدق وقد وجدته وفيا كريم الجوار ولكنى قد أحببت أن لا أستجير بغير الله فقد رددت عليه جواره
معنى ما سبق أن عثمان بن مظعون قد أستجار بالوليد بن المغيره بحكم الجيرة والجوار فمن عادات العرب زمان حماية جيرانهم ولما رأى عثمان بن مظعون ان المسلمين يؤذون فى ذهابهم ومجيئهم فصعب عليه نفسه وذهب للوليد بن المغيره لكى يلغى ويرفع
استجارته له وهو مشرك فكيف يستجير بمشرك ولا يستجير بالله واصحابه المسلمين يؤذون ايضا فقال للوليد انا أرفع استجارتك لى وساستجير بالله
ثم انصرف عثمان ولبيد بن ربيعه فى مجلس من مجالس قريش ينشدهم فجلس معهم عثمان فقال لبيد وهو ينشدهم
ألا كل شىء ما خلا الله باطل
فقال عثمان صدقت
فقال : وكل نعيم لا محالة زائل
فقال عثمان : كذبت نعيم الجنة لا يزول فقال لبيد : يا معشر قريش ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث فيكم هذا ؟
يقصد عثمان
فقال رجل من القوم : ان هذا سفيه فى سفهاء معه قد فارقوا ديننا فلا تجدن فى نفسك من قوله . فرد عليه عثمان حتى شرى امرهما
اى تفاقم الامر واشتد
فقام اليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ ولانه لن يتدخل لان عثمان قد طلب منه رفع
استجارته له لانه استجار بالله عز وجل
فقال أما والله يا ابن اخى ان كانت عينك عما أصابها لغنية لقد كنت فى ذمة منيعة يعنى كنت معايا فى مناعة من هؤلاء القوم
فقال عثمان : بلى والله ان عينى الصحيحة لفقيرة الى ما أصاب أختها فى الله
يا سلام قول عثمان للوليد أن عينه السليمه زعلانه لما أصاب العير الاخرى فى سبيل الله وهذا يعنى أنه فرح لما أصابه أرضاء لله
ولغيرته وحبه لله فلقد غار من قول مشرك أحمق أن كل شىء زائل فقال له عثمان الا نعيم الله لن يزول فزاد التناوش بينهم وتتضاربوا فيما بينهما
وعن عائشة قالت : دخلت على امرأة عثمان بن مظعون وهى باذة الهيئة فسألتها عن ذلك فقال : زوجى يصوم النهار ويقوم الليل
فدخل النبى صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا عثمان ان الرهبانية لم تكتب علينا
أفما لك فى أسوة ؟ فو الله ان أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا
وعن ابن عباس : أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون وهو ميت قال : فرايت دموع رسول الله صلى الله
عليه وسلم تسيل على خد عثمان بن مظعون
وعن خارجة بن زيد الانصارى أن أم العلاء _ امرأة من نسائهم قد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم _ أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة قالت : فطار لنا عثمان بن مظعون . فاشتكى فمرضناه حتى اذا توفى وجعلناه فى ثيابه دخل علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالت : رحمة الله عليك ابا السائب فشهادتى عليك لقد أكرمك الله
فقال لى النبى صلى الله عليه وسلم : وما يدريك ان الله أكرمه ؟
فقلت : لا أدرى بأبى أنت و امى يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما عثمان فقد جاءه والله اليقين انى لأرجو له الخير والله ما أدرى _ وانى رسول الله _ ما يفعل بى
قالت : فوالله لا أزكى أحدا بعده أبدا فأحزننى ذلك
قالت : فنمت فرأيت لعثمان عينا تجرى فجئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ذلك عمله
انفرد باخراجه البخارى
شوفوا سبحان الله رأت هذه المرأه حال عثمان بن مظعون فقالت أن الله أكرمه فسالها الرسول ممن أخبرها بذلك فأدركت انها قد أخطأت فقالت لا ازكى احدا بعد هذا اليوم
توفى فى شعبان على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة وقبل النبى صلى الله عليه وسلم خده وسماه السلف الصالح وهو أول من قبر بالبقيع
هكذا كانوا صحابة رسول الله يتوقف معهم الحال على كلمه قيلت أو كلمه سمعوها لا يتقاعسوا عن حماية الدين ولا يستجيروا بغير الله
ولا يخافوا أحدا غير الله
بارك الله فى عثمان بن مظعون وأثابه الله خير الثواب
ودمتم والى الله الملتقى