السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتناول معا قصة عجيبة وجميلة جدا
مغزاها أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
كان المبارك رقيقا فأعتقه سيده وعمل أجيرا عند صاحب بستان
وفى يوم خرج صاحب البستان ومعه نفر من أصحابه إلى البستان وأمر
المبارك أن يحضر لهم رمانا حلوا فجمع لهم فلما ذاقه قال للمبارك:
أنت ما تعرف الحلو من الحامض ؟
فقال المبارك : لم تأذن لى أن آكل حتى أعرف الحلو من الحامض
فظن صاحب البستان أن المبارك يخدعه وقال له : أنت منذ كذا وكذا
سنة تحرس البستان وتقول هذا؟
ثم سأل بعض الجيران عنه فشهدوا له بالخير والصلاح وأنهم ما عرفوا أنه
أكل رمانه واحدة
فجاء صاحب البستان وقال له إذا أردت أن أزوج ابنتي فممن
أزوجها ؟
فقال المبارك : إن اليهود يزوجون على المال
والنصارى يزوجون على الجمال
والمؤمنين يزوجون على التقوى والدين فأنظر من أي الناس أنت ؟
فقال : وهل أجد لابنتي من هو خير منك ؟
وعرضها عليه فقبل المبارك وبنى بها ورزق منها أولادا كان منهم
عبد الله بن المبارك الصحابي الجليل رحمه الله
سبحان الله المبارك قد عف عن الرمان فكافأه الله سبحانه وتعالى
البستان وصاحبته
ظل يعمل بالحديقة سنوات كثيرة دون أن يفكر أن يأخذ ثمرة واحده
خوفا من الله ولان صاحب الحديقة لم يأذن له بذلك
لو في زماننا نحن كان حارسها لم المحصول وفرق لأهله ولأصحابه وحبايبه
وباع منه وأعطى الباقي لصاحب الحديقة إذا تبقى من المحصول شيء
فعلا من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
الخوف من الله سبيل النجاة من الله ثم من الناس لابد أن نعلم أن الله
مطلع علينا ويرانا فان لم نكن نراه فأنه يرانى ويعلم خائنة الاعين
وما تخفى الصدور
دمتم والى الله الملتقى