الحلقة الاولى من سلسلة وغدا نلقى الاحبة محمد وصحبة
سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه
أمه هاله بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة
وكنى أبا عمارة
لديه أولاد يعلى وعامر وله بنت اسمها أمامة
وسنتناول ولادته وقربه من رسول الله وحبه له وحب رسول الله له وقربه منه
ولد سيدنا حمزة بمكة سنة 54 قبل الهجرة / 568 ميلاديا
وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه فى الرضاعة وكان قد ولد قبل النبى بعامين وأرضعتهما ثويبة مولاة أبى لهب
سيدنا حمزة هو واحد من شجعان العرب المعدودين وبطل من أبطالها المرموقين وأحد سادات قريش وكبار أشرافهم فى الجاهلية والاسلام ومن المسلمين الاوائل
وأحبه الرسول حبا شديدا وكان مثالا للحرص على الكرامة والعزة وقدوه صالحة فى البر بأهله والناس جميعا واتصف بالكرم والنخوة والشجاعة وعز الاسلام باسلامه وكان يمنع الاذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أجملها علاقة شوفوا كان عمه واخوه فى نفس الوقت ولاحظوا أخوانى من قرب أعمارهما وحبهما لبعضهما
وكان سيدنا حمزة فى رحلة صيد وهى من هواياته الجميله والمحببة اليه وهو فى رحلته هذه مر أبو جهل على رسول الله عند الصفا فآذاه وسبه وشتمه ولم يرد عليه رسول الله وكانت ممن شهد ذلك خادمه لعبد الله بن جدعان وهى من بلغت سيدنا حمزه بما فعله
ابو جهل بابن أخيه فذهب اليه مسرعا وهو بين أصحابه وضربه بالقوس ضربة شجت راسه ثم قال له أتشتم محمد وأنا على دينه أقول ما يقول ولم يستطع أبو جهل الدفاع عن نفسه خوفا من قوة وشجاعة سيدنا حمزة
ولما أصبح سيدنا حمزة ذهب الى الكعبة ثم توجه الى الله بالدعاء أن يشرح صدره للحق فاستجاب الله له وملأ قلبه بنور اليقين والايمان
وكان اسلامه نصرا للاسلام وللمسلمين كما كان نصرا عند اسلام سيدنا عمر بن الخطاب والذى سنتناوله فى حلقاتنا الاخيرة باذن الله
اذا كان فى العمر بقيه
وبذلك اسلم سيدنا حمزة فى السنة السادسة من النبوة بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الارقم
وهاجر سيدنا حمزة الى المدينة ليساند النبى ويعينه وكان أول لواء عقده رسول الله حين قدم المدينة لحمزة
وشارك سيدنا حمزة فى غزوة بدر وظهرت شجاعته جلية فقد كان أول المبارزين وقتل كثيرا من سادة قريش وكان من اسباب نصر
المسلمين فى بدر فسماه الرسول أسد الله
وكان حبيبنا سيدنا حمزة الذى نحن بصدد عرض قصته وحياته صولات وجولات فى غزوة بدر ففى بدايتها هجم أحد المشركين ويدعى
الاسود بن عبد الاسود على بئر للمسلمين وقال لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه فتصدى له حمزة فضربه ضربة فى ساقه فأخذ الاسود يزحف نحو البئر فتبعه حمزة وقتله
وبعدها برز ثلاثة من المشركين وهم عتبه بن ربيعة وأخوه شيبة وأبنه الوليد بن عتبة
فخرج اليهم من الانصار فنادوا : يا محمد أخرج الينا أكفاءنا من قومنا فقال ( قم يا عبيدة بن الحارث . قم يا حمزة . قم يا على ) فبارز
عبيدة عتبه وبارز على الوليد وبارز حمزة شيبة
ولم يمهل حمزة شيبة حتى قتله وكذلك فعل على كرم الله وجهه مع خصمه الوليد أما عبيدة وعتبة فقد جرح كل منهما الأخر فأسرع حمزة وعلى بسيفيهما على عتبه فقتلاه
وكان سيدنا حمزة بطل حلقتنا هذه واضع ريشه على رأسه فظل يقاتل بشجاعة حتى قتل عددا كبيرا من المشركين ولما انتهت المعركة كان من ضمن اسرى المشركين أمية بن خلف فسأل من الذى كان معلما بريشة ؟ فقالوا له أنه حمزة فقال ذلك الذى فعل بنا الافاعيل
سيدنا حمزة حبيبنا المقدام الشجاع الذى لا يهاب الموت طلما فى نصرة دين الله ونصرة رسوله لم يوفر جهدا حتى بذله لاعلاء كلمة الله فى الارض هذه هى روح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد غزوة بدر أقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة لانه قتل أباها عتبة وعمها وأخاها وكذلك أرادجبير بن مطعم أن يثأر من حمزة لقتل عمه طعيمة بن عدى فقال لعبده ويدعى وحشى أن يقتل حمزة فان قتلته أعتقتك
وكان سيدنا حمزة فى غزوة أحد يصول ويجول بشجاعة حتى قتل 30 مشركا فتربص به وحشى فى مكان قريب وظل يتحين الفرصة حتى رأه يبارز أحد المشركين فغافله وطعنه برمحه طعنة قوية واستشهد على اثرها سيدنا حمزة
وجاءت صفية وهى أم الزبير وكانت تتفقد القتلى وكان معها ثوبين وقد علمت بمقتل سيدنا حمزة وأرادت أن يكفن بهما ولما جاءوا بالثوبين ليكفن بهما فاذا الى جنبه رجل من الانصار قتيل قد فعل به كما فعل بحمزة فلم يجدوا أنه من الصحيح أن يكفن سيدنا حمزة بالثوبين والانصارى لا كفن له فقلنا لحمزة ثوب والانصارى ثوب فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الاخر فعملوا قرعه بينهما فكفنوا كل واحد بالثوب الذى طار له
ووقف سيد الانام ليرى حبيبه وأخوه وعمه وناصره ليجده قتيلا ممثلا به وحزن الحبيب على حبيبه حزن حبيبنا على حبيبنا سيد الشهداء
حزنا بالغا وقال رحمة الله عليك فانك كنت فعولا للخيرات وصولا للرحم ولولا حزن من بعدك عليك لسرنى أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى أما والله لامثلن بسبعين منهم مكانك فنزل جبريل والنبى صلى الله عليه وسلم واقف ونزلت الاية وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به
فصبر النبى وأمسك عما أراد وحزن عليه الرسول وسماه سيد الشهداء
وكانت هند بنت عتبه زوج ابى سفيان قد مثلت بسيدنا حمزة بعد وفاته فقطعت بطنه وأخرجت كبده فمضغتها بأسنانها ثم لفظتها
واستشهد سيدنا حمزة سنة 3 للهجرة / 625 ميلادية
وعن انس قال كان النبى صلى الله عليه وسلم اذا صلى على جنازة كبر عليها اربعا وانه كبر على حمزة سبعين تكبيرة
ودفن هو وابن أخيه عبد الله بن جحش فى قبر واحد فى المدينة المنورة
هكذا كانت حيان سيد الشهداء وأسد الله وهكذا كان استشهاده رحم الله عم رسول الله صلى الله عليه وسلم واخوه وناصر الاسلام المقدام الشجاع الغيور على دين الله والغيور على الاسلام هكذا تكون صفة الصفوه وهكذا تكون حياتهم ومماتهم لنصرة اسلامنا ولأعلاء كلمة
الله فى الارض وهكذا كان من سبقونا للاسلام ليعزوا الاسلام لنا فهل الاسلام عزيز بنا ؟
هذا هو سؤالى الذى سأسأله عند طرح قصة كل صحابى وأرجو أن تكون هناك اجابة من طرفنا لعزة الاسلام
رحم الله سيدنا حمزة وجمعنا به فى جنة الخلد باذن الله سبحانه وتعالى برحمة من الله
وترقبوا تتابع الحلقات قريبا
ودمتم والى الله الملتقى